سونيتات إلى أورفيوس
لم يكن راينر ماريا ريلكه متكيفاً مع عصره، ولم يفعل هذا الشاعر الغنائي الكبير سوى أن قاد الشعر الألماني إلى الكمال لأول مرة في تاريخه، لم يكن إحدى ذرى عصرنا هذا، بل واحداً من تلك الأعالي التي يسير عليها مصير الفكر الإنساني من عصر إلى عصر، إنه ينتمي إلى السيرورة الطويلة الأمد للتراث الألماني لا إلى راهنه . ولا يحتاج المعنى (في أبيات ريلكه) حتى ينمو إلى الاحتماء بجدار أية أيديولوجية، ولا أية نزعة إنسانوية، ولا أي نظام فكري، بل هو ينبثق بلا دعامة، من أي جهة كانت، معلقاً هكذا، ومعهوداً به دوماً، وبمنتهى التحرر، إلى حركة الفكر.
لا يوجد مراجعات