من الشعر الرمزي
إن الرمزية هي حركة فنية ظهرت في نهايات القرن التاسع عشر وازدهرت في فرنسا وروسيا وبلجيكا، عبر الفن والأدب والمسرح والموسيقى والشعر.
وترى ثريا أن شعراء الرمزية تأثروا بالحركة الرومانتيكية والأدب القوطي والتصوف والروحانية، كما أنها أثرت في ما بعد في الحركة السريالية والدادية والمستقبلية والحداثة والمعاصرة.
والشعر الرمزي هو ذو طبقات عديدة متنوعة، فنرى في قصائد إدغار آلن بو أنه روحاني لا تشوبه شائبة، ونراه في بعض قصائد بودلير يمزج ما بين الروحانية والشهوانية. وعادة ما نرى في الشعر الرمزي الحنين للعهود الماضية والحزن والأسى لمشهد يستحضره الشاعر من ذكرى قديمة تعصف به، فتجيش نفسه بما فيها من انفعالات ومشاعر وعاطفة. ويعتبر بو؛ وفق عدد من النقاد، “المعلم الأول للكتابات الخيالية”، و”مخترع القصة البوليسية”، و”الممهد الأول للرواية العلمية”، و”المجدد للقصة الشعبية”، و”الرائد في علم التحليل النفسي”، وهو أحد رواد الحركة الرمزية. وشعراء الرمزية، عموماً، يولون اهتماماً شديداً لموسيقى القصيدة، وكانت غايتهم أن يكون لشعرهم وقع كالموسيقى (تلك اللغة المجرَّدة)، أو أن تكون لشعرهم سمات الموسيقى وخصائصها، أو أن تمتلك قصائدهم إيقاعاً قوياً كالموسيقى، ومن هنا كان إعجابهم الشديد بشعر إدغار آلان بو، وخصوصاً قصيدته “الغراب”.
لا يوجد مراجعات