
- Shopping cart is currently empty, Add items to your cart and view them here before you checkout Continue Shopping
- Are you a member Register/ Login
يعتبر الشعر العالمي أحد أهم البوابات للعبور للثقافات الأخرى، فلو اعتبرنا أن الشعر هو أحد وسائل الكشف عن مكنونات الصدور وأن الساحة الشعرية في كل بلد هي مساحة كاشفة عما يعتمل في القلوب من مخاوف وآلام وآمال، يمكننا الوصول لنتيجة مؤداها أن قراءة كتب الشعر العالمي تخبرنا بالكثير عن ثقافات الأمم.
من الدواوين والكتب المتوفرة في قسم شعر عالمي نجد الأعمال الشعرية الكاملة لـ سيلفيا بلاث، الأعمال الكاملة لـ فروغ فرخزاد، الحب كلب من الجحيم لـ بوكوفسكي، وقت المياه وقت الأشجار لـ آن ساكستون، عجلة مشتعلة تمر فوقنا لـ لويز غليك الحائزة على جائزة نوبل للآداب لعام ٢٠٢٠، جسر لا يوصل أحدًا إلى بيته للإيراني كروس عبد المليكان، ماما لا تنسى طيورها أبدًا لـ إيميلي ديكنسون، بريد الهايكو الياباني الذي يضم مختارات من قصائد الهايكو لشعراء مختلفين، عزلة مكتظة بالوحدة لبوب كوفمان، وغيرهم من قصائد مترجمة من الأدب العالمي.
وكل قصيدة شعر عالمي هي عالم مختلف في حد ذاته، لأنه على الرغم من وجود تشابهات وعوامل أساسية وخطوط عريضة تميز الشعر الانجليزي عن الأمريكي والأوروبي عن العربي والأسيوي عن الأفريقي مثلًا، مثل اللحظة التاريخية والحراك الاجتماعي والسياسي وأهم القضايا المطروحة على الساحة فينشغل بها الشعراء مثلما ينشغل بها باقي أبناء البلد، إلا أنه، وفي ظل العملية الأدبية، لكل شاعر أدواته وقاموسه الذي لا يشبه أحد. وهذا ما يجعل قراءة قصائد مترجمة والبقاء على اتصال مع الشعر العالمي تجربة مدهشة ومختلفة في كل مرة.
تعد قضية ترجمة الشعر من القضايا الخلافية التي تشغل عقول المشتغلين في القطاع الثقافي بشكل عام، والمشتغلين بالترجمة بشكل خاص، فعلى الرغم من اقتناع الجميع بأهمية ترجمة الأدب والأعمال الابداعية بصورة عامة كإرث ثقافي وإنساني يخص كل الحضارات والثقافات، يظل للشعر خصوصية وتعقيدات لا توجد في باقي الأنواع الأدبية مثل الرواية أو القصة.
وتتجلى صعوبة الشعر في كونه لا يعتمد على سرد فكرة معينة يستطيع المترجم المتمكن أن ينقلها إلى لغته وإنما يتكون الشعر في أساسه من بناء لغوي وصوري و فني وموسيقي مركب، فالقصيدة تحمل بين سطورها مزيج من من البلاغة واللغة وتضم عددًا يكاد يكون لا نهائيًا من المجازات والتوريات والكنايات وتعمد القصيدة، على الأقل الجيد منها، إلى التكثيف والترميز. فكيف يمكن نقل كل ذلك في قصائد مترجمة بدون فقدان صوت الشاعر ووزن القصيدة وروحها من لغة إلى أخرى؟
يرى البعض أن ترجمة الشعر ليست قضية جديدة وإنما قضية أزلية طرحت نفسها مع بدأ عمليات الترجمة الأدبية بين اللغات المختلفة، وأنها على صعوبتها ليست مستحيلة وإن كانت صعبة ومعقدة تحتاج لمترجم هو في الأصل شاعر، متمكنًا تمكنًا تامًا من اللغتين اللتين يتنقل بينهما، وقادرًا على فهم السياق الثقافي والحضاري للشاعر قبل أن ينقل النص من لغة لأخرى.
بينما يرى البعض أن ترجمة الشعر هي أمنية مستحيلة لأنه حتى أجود وأدق الترجمات لا تستطيع أن تنقل القصيدة كما كتبها الشاعر لأي لغة أخرى، وإن أفضل ما يطمح إليه قارئ شعر عالمي مترجم هو أن يفهم ما تدور حوله القصيدة وأن يكوِّن فكرة عن أسلوب الشاعر وتركيباته الفنية.
وفي كل الأحوال وسواء كنت من المؤمنين بالرأي الأول أو الثاني أو كنت تمتلك رأيًا خاصًا فيما يتعلق بعملية الترجمة الأدبية للأعمال الشعرية، فإننا في تكوين نرى أن قراءة الشعر نسعى لتقديم تجربة قراءة متميزة ومتكاملة ليس فقط عن طريق توفير أحدث الإصدارات الشعرية وأهمها وإنما نحاول ترشيح كتب معينة على مدار السنة لنساعدك كقارئ محب للشعر على اختيار كتابك القادم.
نأمل أن تقوموا بإضافة اقتباساتكم المفضلة وبيوت الشعر التي أثرت فيكم من أقرب كتب شعر مترجم لقلوبكم على الصفحات الخاصة بتلك الكتب، فضلًا عن التساؤلات والمشاعر المختلفة التي التي أثارتها بداخلكم تلك الأبيات.
فالتحريض على قراءة قصيدة جيدة أو اكتشاف شاعر عالمي مترجم للعربية هو من أجمل الأشياء التي يقدمها قارئ لقارئ.
كما نأمل أن تكونوا دائمًا على تواصل معنا بخصوص موقع تكوين، فلا تترددوا عن إبداء أرائكم وتعليقاتكم وكل ما يتعلق بتجربتكم مع المكتبة والدكان والمنصة، وذلك حتى نتمكن من تطويره بصورة مستمرة تتناسب مع توقعاتكم ونقدم لكم تجربة متميزة وممتعة في كل مرة.