وعلى غرار شهرزاد التي انتصرت على الموت من طريق الحكاية، يجد السارد ضالته في الحكاية، ليستلم شهريار المشعل، بدءًا من ولعه بجمع الحصى وترتيبها، كاستعارة لفعل اقتناص الحكايات وتنضيدها.

فاجأني هذا فعلا، أتذكر عيون ليلى الطيبة، الخجولة تقريبا، مشيتها الجدية وصوتها الرقيق، أتذكر أيضًا إصرارها على حازم رغم بؤسه الواضح الذي أزعج أهلها، لم يكن حبًا من الذي يتحاكى عنه طلبة الجامعة، لكنه كان حميما وأليفا ويشيع نوعا من الطمأنينة، كطائرين اعتادا المبيت على نافذتك من آن لآخر.

الحوار هو نبض القصة، الجسر الذي يربط القارئ بالشخصيات. حوار جيد يجعل الشخصيات تنبض بالحياة، بينما حوار ضعيف يحوّلها إلى دمى بلا روح.

تظل حلقات زحل أحد أعظم أعمال زيبالد، حيث يقدم تأملًا داخليًا عميقًا وغنيًا من الناحية التاريخية حول مرور الزمن. يخلق مزيجه بين الرحلات والتاريخ والفلسفة تجربة قراءة تجمع بين الصرامة الفكرية والتأثير العاطفي

"فارس فارس" مقالات من ديناميت، ألقاها غسان في أحضان المتلقّين، ليفزّوا من رتابتهم الكسولة، وينتبهوا.. متّخذاً السخرية مركباً ليشقّ عباب الساكن، وليحرّك الجوارح، ويدفع العقل إلى الانتباه الواجب.

انطلاقًا من هذا الفهم، يرى كنفاني أن الالتزام بالصهيونية يجعل فهم الأدب الصهيوني أمرًا مستحيلًا. بل إن الاعتراف بوجود هذا الأدب كفئة قائمة بذاتها يتطلّب إعادة تشكيل فكرية على مستوى عميق.

قراءة غسان كنفاني ليست مجرّد استعادة للماضي، بل هي إضاءةٌ للحاضر. كتبه — كأشجار الزيتون — تظلّ خضراء رغم كلّ العواصف.

تضمّنت تقنياتُ الحركة السريالية الكتابةَ التلقائيةَ، وكانت المهارةُ الوحيدة التي وسعني تمييزُها بدايةً لدى تطبيق تلك التقنية هي النفاذَ إلى اللاوعي، والذي يتحقّق بالنسبة لي فجراً أو ليلاً، في أحواض الحرمان الحسي، أو خارجاً في البرية.