"أتفوه بالحماقات بصورة متزايدة، وهو ما يجعلك تبتسم بالتأكيد، إلا أن ما أخشاه ليس الموت، وإنما ما قد يصيب شرف عائلتي بعد موتي، وإن أصابني مكروه في أي وقت، فإنني أظن أن الناس سيستغلون ذلك ليكشروا عن أنيابهم ويلاحقوا أوهى أخطائى، سيان عندي أن يسخروا مني في حياتي، لكن ما يبدو لي غير محتمل هو فكرة أنهم قد يسخرون من أطفالي بعد موتي، إنني واثق أنك الوحيد الذي يمكنه أن يحميهم من ذلك، وأفوضك بهذا الأمر كليًا في المستقبل".
ميشيما
لم يخف كاوباتا تحفظاته المتعلقة بالانتحار «مهما كانت حالة الاغتراب التي يبلغها المرء، فإن الانتحار ليس شكلاً للتجلي، وحتى لو بدا الإنسان الذي ينتحر جديرًا بالإعجاب، يظل بعيدًا عن بلوغ ملكوت القدس" ولا يمكن إلا أن يصدمنا في العمق ما اختاره المعلم بعد انتحاره ميشيما في 25 تشرين الثاني 1970، حين أقدم على الانتحار سرًا ومنعزلاً بعد نحو عامين، فى شقة صغيرة على شاطئ البحر، قرب كاماكورا، فى 16 نيسان 1972 على هذا النحو رأينا كيف أن أحد الكاتبين، لم يتوان عن مساعدة الشاب على التطور، وكيف أن الآخر لم يتردد عن الكشف عن نفسه أمام من اختاره كمعلم في التفكير، ليتحد كلاهما فى الموت الإرادى إلى الأبد.
ديان دو مارجري (
ياسوناري كاواباتا (1899-1972): روائي ياباني تُعدُّ أعماله تجسيداً للصراع الياباني بين التقاليد الصارمة وبين توجّهات الحداثة التي اجتاحت المجتمع آنذاك. ساهم عام 1924 في إصدار مجلّة (العصر الفني) التي أسّست لمدرسة جديدة في الكتابة سُمّيت «Shinkankakuha»، أي الانطباعية أو الحسيّة الجديدة، ردّاً على التوجّه الأدبي المهيمن آنذاك، والواقع تحت تأثير المذهب الواقعي. حصل على نوبل للآداب عام 1968 ليصبح أول ياباني يفوز بها، وقد أصرّ على تسلّمها مرتدياً الزيّ الوطني التقليدي. رغم إدانته الانتحار في خطاب تسلّمه الجائزة، إلّا أنه أقدم بعد بضع سنوات على ذلك. لم يترك وراءه أية رسالة، ولكنّ ما كُتب في تأبينه هو أنه قال ذات مرة «إن الموت الصامت كلمةٌ خالدة».
هو الاسم الأدبي للكاتب الياباني كيميتاكي هيراوكا ، الذي كان روائياً وشاعراً وكاتباً مسرحياً وممثلاً ومخرج أفلام. رشح ميشيما للحصول على جائزة نوبل في الأدب ثلاث مرات، وكان اسمه معروفاً على نطاق عالمي، ويعد من أشهر الكتاب اليابانيين في القرن العشرين، وقد مزجت أعماله الطليعية بين القيم الجمالية الحديثة والتقليدية وحطمت الحواجز الثقافية وكانت الجنسانية والموت والتحول السياسي من أهم محاورها.
ولد يوكيو لعائلة ثرية وتربى في بيت جدته صاحبة الجذور الأرستقراطية. درس القانون في جامعة طوكيو والتحق بعد تخرجه بوزارة المالية عام 1974، قبل استقالته وتفرغه للكتابة بعد سنة واحدة. من أكثر ما يذكر به الكاتب كان انتحاره بطريقة السيبوكو بعد قيادته لمحاولة انقلاب فاشلة لاستعادة سلطات إمبراطور اليابان عرفت بـ"حادثة ميشيما". عام 1988، تم تأسيس جائزة ميشيما يوكيو الأدبية تكريماً له.
No Reviews