بلاد الثلوج
"بلاد الثلوج" رواية الكاتب الياباني ياسوناري كاواباتا الحائز على جائزة نوبل عام 1968م. نقلها إلى العربية الروائية لطيفة الدليمي، وقدمت لها بمقدمة عن حياة وأعمال ومكانة كاواباتا ياسوناري في اليابان.تقول الدليمي: "كان كاواباتا التأملي ذا نزعة حسية ولغة منحوتة بدقة وإقتصاد، عاش منتشياً بالعزلة والكتابة وكارهاً للشهرة التي ظل يتجنبها وهو يعيش في محترفه الصغير بعيداً عن فضول الآخرين وجحيمهم". وعن روايته "بلاد الثلوج" تقول: "في رواية بلاد الثلوج نجد البطل شيمامورا مهتماً بالباليه الغربي، إلا أن اهتمامه، كما نفهم، يتخذ طابع الهوس السطحي الذي لا يلامس أعماق الروح. إذ يؤكد الكاتب أن بطله سوف يغمض عينيه مختاراً إذا ما هيأ له أن يشهد عرض باليه غربي مكتفياً بالرؤى التي رسمتها مخيلته عن ذلك الفن (...) يكتب كاواباتا باقتصاد لا مثيل له، وبأناقة متفردة، مع استخدام واعٍ للمفردة الموحية، حيث تنعكس شخصيته بجانبيها الحسي والتأملي على مجمل أعماله الأدبية ...".
اعتبر النقاد في الغرب روايته "بلاد الثلوج" تعمل على تحقيق التزاوج بين أسلوب الهايكو والإمكانية الروائية. تتحدث الرواية عن بطل ثري عاجز تماماً عن الحب، والبطلة فتاة "جيشا" تعمل في منتجع لأحد ينابيع المياه الحارة، نقية طاهرة الروح وسط الفساد، وما نلبث أن نراها تتردى أمام أعين الجميع. يحاول الإثنان الحبّ، لكن الحبّ لا يأتيهما قط وهما معاً فكلما كانا أكثر قرباً من بعضهما كلما ازدادا ابتعاداً وعزلة عن بعضهما. فالبطل "شيمامورا" بنى شخصيته على أنه نصف متشائم وساخر، لديه نصف عالم من أحلام الرغبة، منشغل بالقليل الذي يوحيه الجسد والدم "وشيمامورا" خبير في فن الباليه الغربي، إلا أنه لم يشهد عرض باليه قط طوال حياته، وقد لا نكون مبالغين إذا ما راودنا الشك في أنه قد يغمض عينيه إذا قُدم أمامه عرض للباليه.
إن حب شيمامورا لكوماكو محكوم عليه بالإخفاق منذ البداية، فهو منجذب نحو "يوكو" من خلال كوماكو، يوكو تلك الفتاة العاطفية غريبة الأطوار التي تومض في مخيلة شيمامورا أشبه بضوء مشعّ في ظلمة الجبال.
والرواية هي في النهاية رائعة كاواباتا، التي أبدع منها قصة حب شيمامورا الرمز الكامل للجحود في الحب. ووجد في شخصية المرأة كوماكو وفي الجمال الشبحي لبلاد الثلوج الموضوعات التي تتناسب مع شبيه الهايكو، ما يوضح أو يؤكد على نحو كبير ذلك الجحود. وفي التحليل الأخير يجيء نجاح الرواية نفسها توكيداً أو إثباتاً للطبيعة الإنسانية التي جرى نكرانها وجحودها.
لا يوجد مراجعات