رسائل إلى ميلينا
يعتبر هذا الكتاب من أكثر كتابات كافكا شعبية وانتشارًا، فكثير ممن لا يفضلوا أسلوب كافكا السوداوي الكئيب تعرفوا على أدبه عن قرب وتذوقوه من رسائل كافكا إلى ميلينا.
صدرت رسائل إلى ميلينا عن دار الرافدين بترجمة علي سعد ضمن كتب أدب مراسلات متميزة.
نبذة عن كتاب رسائل كافكا إلى ميلينا
في واقع الأمر ما الرسائل إلا تواصل مع الأشباح. ولم يكن هذا التواصل مع شبح المخاطب فقط على الاطلاق، بل إنما يتعدى ذلك ليكون مع شبح الشخص ذاته، والذي يتطور سرّاً داخل الرسالة التي يكتبها ذلك الشخص..
هكذا يكشف كافكا في رسائله عن صوت أكثر ذاتية ونقاوة وألماً من أعماله الباقية، إذ لم يكشف في أي من أعماله الأخرى عن نفسه مثلما فعل في رسائله إلى ميلينا والتي بدات كرسائل عمل ثم تطورت إلى رسائل حب.
يبدو هنا كافكا متخلياً عن صرامته الفنية وقوانين كتاباته الكابوسية لصالح بث هواجسه الإنسانية العميقة والمؤثرة من خوف وأمل وبعد وقطيعة وحرمان وأحلام، الرسائل هي الطوق الذي استنجد به الكاتب ليعالج صراعاته واضطراب شخصيته الهشة.
إنها نشيد عذاب إنساني غير مفلتر يهدر بنشيج الروح المعذبة للحبيبة بعيداً عن صالونات الأدب وصرامة قوانين النقد وأقلام المراجعين. وقد تكون خير نافذة لعشاق الكاتب ممن يحب التعرّف على "كواليس" حياة الكاتب والحديقة الداخلية لتفكيره.
اقتباسات من رسائل كافكا إلى ميلينا
أنت هدوءُ قلبي وصخبهُ في آنٍ معًا.
ما أخافه وعيناي مفتوحتان على اتساعهما، بعد أن غرقت في أعماق خوفي، عاجزًا حتى عن محاولة النجاة هو تلك المؤامرة التي تقوم في داخلي ضد ذاتي، تلك المؤامرة وحدها هي ما أخشاه.
توهمين! فلن تستطيعي البقاء إلى جانبي مدّة يومين.. أنا رخو أزحف على الأرض. أنا صامت طول الوقت، انطوائيٌّ، كئيبٌ، متذمرٌ، أنانيٌّ وسوداويّ، هل ستتحملين حياة الرهبنة، كما أحياها ؟ أقضي معظم الوقت محتجزا في غرفتي أو أطوي الأزقَّة وحدي، هل ستصبرين؟