لقد اعتبر ياسوناري كاواباتا روايته هذه "أنقى واجمل" ما كتبه في حياته، لقد أسماها "رواية وقائع أمينة"، واستخدم تعبير Shosetsu الذي يتجاوز مفهوم الرواية بمعناه المعروف إلى شكل أكثر مرونة وسخاء وكونية، يأخذ شيئاً من ثراء وشمول السيرة الذاتية وحرارة تسجيل الذاكرة في قالب فني، يصف كاوابتا في هذا العمل الرثائي الحزين مباراة "غو" فاصلة جرت فعلياً سنة 1938 وحضرها بنفسه وغطاها لصحيفة ماينيشي.
لقد صرح كاواباتا بعد أن وضعت حرب 1945 أوزارها بأنه لن يكتب بعد الآن سوى المرائي الكونية الشاملة، وإذا كانت الرواية التي بين أيدينا واحدة من أفضل نماذجه وأحبها إلى نفسه - وأخطر أعماله كما رأى صديق عمره الروائي يوكيوميشيما - فهي تختتم مسيرته الروائية الشاقة وتفاجئ قارئه ودارسه بخصائصها التقنية (تركيب الزمن والوثيقة والوقائع) وأسلوبيتها المركبة (إختلاط القصيدة الشعرية بلغة التقرير الصحفي) ومضمونها الحركي (الفارق التراجيدي في حساسية الأجيال المختلفة لمعنى الأصالة والمعاصرة).
ياسوناري كاواباتا (1899-1972): روائي ياباني تُعدُّ أعماله تجسيداً للصراع الياباني بين التقاليد الصارمة وبين توجّهات الحداثة التي اجتاحت المجتمع آنذاك. ساهم عام 1924 في إصدار مجلّة (العصر الفني) التي أسّست لمدرسة جديدة في الكتابة سُمّيت «Shinkankakuha»، أي الانطباعية أو الحسيّة الجديدة، ردّاً على التوجّه الأدبي المهيمن آنذاك، والواقع تحت تأثير المذهب الواقعي. حصل على نوبل للآداب عام 1968 ليصبح أول ياباني يفوز بها، وقد أصرّ على تسلّمها مرتدياً الزيّ الوطني التقليدي. رغم إدانته الانتحار في خطاب تسلّمه الجائزة، إلّا أنه أقدم بعد بضع سنوات على ذلك. لم يترك وراءه أية رسالة، ولكنّ ما كُتب في تأبينه هو أنه قال ذات مرة «إن الموت الصامت كلمةٌ خالدة».
No Reviews