الشعور المأساوي بالحياة
... وفلسفتنا، أي طريقة فهمنا العالم والحياة أو عدم فهمنا لهما، تنبع من شعورنا حيال الحياة ذاتها، ولهذه الحياة كما لكل ما هو عاطفي جذور تحت شعورية أو لا شعورية، وأفكارنا ليست في العادة ما يجعلنا متفائلين أو متشائمين، وإنما هو تفاؤلنا أو تشاؤمنا ذو المصدر الفلسفي والمرضيّ ربما، ما يشكل على حدّ سواء أفكارنا.
يقال الإنسان حيوان عاقل، ولا أدري لِمَ لا يقال هو حيوان عاطفي أو ذو حساسية. ولعلّ ما يميزه عن معظم الحيوانات الأخرى، الشعوري أكثر مما يميزه العقل، ولطالما رأيت قطاً يفكر، ولم أره يبكي أو يضحك، لربما يبكي أو يضحك في داخله، كما قد يحلّ سرطان، أيضاً، في ذهنه معادلات من الدرجة الثانية.
إذاً، هو إنسان ما ينبغي لنا أن نهتم به عند كل فيلسوف.. وأن أكثر المشاكل مأساوية في الفلسفة هي المصالحة بين الحاجات العقلية وبين الحاجات العاطفية والإرادية. ومن هنا، إخفاق كل فلسفة تزعم فك التناقض الأبدي والمأسوي وهو قاعدة وجودنا، لكن، أيواجه الناس كلهم التناقض؟
اقتباسات من كتاب «الشعور المأساوي بالحياة» لـ ميغيل دي أونامونو
ما يميز الإنسان في الواقع من الحيوان هو أنه يحفظ بطريقة أو بأخرى موتاه من غير أن يسلمهم لإهمال أمهم الأرض الولود. إنه حيوان حافظ للموتى.
إنّ الشعور المأساوي بالحياة، هو نقطة الانطلاق وراء كلّ دين وفلسفة ومعرفة. إنّ مُجرّد تصوّرنا لأنفسنا ولأولئك الذي نُحبّهم بأنّهم غير موجودين، يُصيبنا بدُوَار وقلق وفزَع.
هذا الكتاب جزء من سلسلة كتاب ولوحة اشتر معاً واحصل على خصم (10 %)
5.00 د.ك
4.25 د.ك
لا يوجد مراجعات