إحياء التشويق: البطء والجو المحيط في السينما
يُعَدّ التشويق مجالاً أساسياً من مجالات السينما منذ بداياتها، وهذا ما أدركه ألفريد هيتشكوك بشكل جيّد، إضافة إلى أن «التشويق» هو تجربة المشاهد التي تحتاج إلى تحديد متواصل مستمر حتى تظلّ في حالة من الألفة المفترضة، تفقد معها ذاتها جزئياً لتعيش متعة مُشكّلة.
لا أريد كتابة تاريخٍ للتشويق، بل إنّ ما يهمني هو لفت الانتباه إلى الكيفية التي تبني بها الأفلام الفنية التشويق بطرق بديلة عن خلال الأفعال أحياناً أو عوامل سمعية بصرية أكثر هدوءاً ووسائل أخرى لطفاً لإدراك الجمهور… ما هو أساسي هو رواية التشويق كما تُحمَل داخل الأعمال الفنية «البطيئة»، حيث رغبة المشاهدة بطيئة الأطوار، تتفاعل مع اللقطات الطويلة، والحركات البطيئة، والإضاءة الموجّهة والتركيز التأملي على الأحداث والمناظر اليومية.
غالباً ما يحمل هذا العمل نظرةً تأريخية ونقدية وتأملية وتحليلية لنمط فنيٍّ معاصر يُعيد تقييم أنماط السينما الحالية. يهدف إلى فهم أعمق للتشويق من خلال النظر في تمثلاته غير المتوقعة في أفلام أُطلق عليها «السينما البطيئة»، إذ يُظهر كيف يبني البطء التشويق من خلال الانغماس في الجو العام، وقلة السرد، وحجب المعلومات، مما يجعل المشاهد يتأرجح بين الملل والفضول والرعب.
يُركّز الكتاب على الأعمال التي ينشأ فيها التشويق حيث تصبح الحدود بين سينما الفن والأنواع الشعبية غير محدّدة، مثل الرعب والإثارة والخيال العلمي والميلودراما، إلى غير محدّدة.

















الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات