راعي القطيع
قصائدُ هذا الكتاب تمَّتْ ترجمتُها عن ترجمة إسبانية مرفقة بالأصل البرتغالي. القصائد تضم معظم ما كتبه ألبرتو كاييرو (إحدى الذوات الأخرى الرئيسية الثلاث لشاعر البرتغال الأشهر في القرن العشرين فرناندو بيسوا) وخصوصاً قصيدتيه الطويلتين “راعي القطيع” و”الراعي العاشق.” وحين شَرَعتُ في الترجمة، كنت أعلم أن بيسوا مترجَم إلى العربية. وكنت اطَّلعتُ على بعض تلك الترجمات، وأبديتُ، وأبدي الآن، احتراماً عميقاً وعرفاناً كبيراً لجهود من قاموا بها، رغم اختلاف الاجتهادات طبعاً. فلماذا أترجمه إذن؟ إنني أترجمه لكي أعرض على القارئ نسختي الخاصة للشاعر، أي كيف تبدو صورتُه من خلال عدساتي.
إن ترجمة الشعر، في رأيي، ترجمةٌ للشكل والمضمون. وقد قدَّمتُ الشكل على المضمون هنا عمداً. فترجمة المضمون أمر بديهي لا يختلف فيه اثنان. أما ترجمة الشكل— إذا احتكمنا إلى التطبيق، لا إذا اقتصرنا على التنظير— فليست أمراً بديهياً على الإطلاق. إن ترجمة الشكل في عمومها مسألة إشكالية، ولكن ترجمة الشكل في الشعر مسألة إشكالية بامتياز. وهذا لا يصدق على الشعر الموزون المقفى فقط، بل يصدق على الشعر مطلقاً، وإنْ كان يصدق على الأول أكثر منه على الآخَر.
لا يوجد مراجعات