أن تقرأ لوليتا في طهران
أن تقرأ لوليتا في طهران هو كتاب وتجربة شخصية فريدة لامرأة مثقفة وواعية أبت أن تستكين، فسخّرت قلمها لكشف الزيف الذي تعيشه تلك المجتمعات الخاضعة للأنظمة الشمولية التي تحكم قبضتها على مواطنيها وتشدهم من نياط قلوبهم لتحتفظ بهم كرهائن. ولكن يجب أن لا يغيب عن الذهن أن رفضها للأنظمة شيء، وحبها لوطنها وأهلها وأصدقائها شيء آخر على الرغم من ابتعادها عنهم في بلاد الغرب فقد ظل الحنين يشدّها إليهم.
نبذة عن كتاب أن تقرأ لوليتا في طهران لـ آذر نفيسي
أن يُخلق الإنسان في مكان ما، وزمان ما، فهذا قدره، إما أن يستسلم أو يرفض فهذا خياره، فدائماً ينبثق من بين الظلمة نور، نور أولئك المثقفين الذين حملوا راية الحرية، فكانوا نبراساً يهتدي به الناس وشعلة نور تضيء درب المظلومين، هكذا كانت الكاتبة والأديبة الإيرانية "آذر نفيسي"، في عملها الرائع الذي خطته على شكل سيرة ذاتية تحت عنوان "أن تقرأ لوليتا في طهران".
كان دافعها لذلك العمل أنها عاشت في ظل ثقافة لا تقيم أي وزن للإبداع أو التميز فكانت ناقدة لاذعة لحكم الملالي، وتلك الأنظمة الشمولية، التي أصبح الرقيب فيها نداً ينافس الشعراء والأدباء في إعادة تشكيل الواقع ليبتكر نموذجاً لإنسان مزيف خاضع من صنع خياله تقول: "فهذا بلد يؤول كل إيماءة تأويلاً سياسياً أياً ما كانت تلك الإيماءة خاصة أو شخصية".
فهم يجدون بأن ألوان إيشارب رأسي، وربطة عنق أبي تمثل رموزاً للانحلال الغربي وللنزعة الإمبريالية. بعد استقالتها من الجامعة أطلقت العنان لنفسها لتُعبر هي ومجموعة من الطالبات عما في داخلهن من رفض واستكانة، فاختارت سبعة منهن لتخوض معهن نقاشات في الأدب، لأن الأدب برأيها من مهمته كشف الحقيقة.
ففكرت بانتقاء عمل أدبي يعكس واقعها في الجمهورية الإسلامية الإيرانية تقول: "فإن هذا العمل لن يكون بأي حال: "ربيع الآنسة جين برودي" ولا حتى: "1984"، بل ربما يكون: "دعوة لضرب العنق" لـ "نابوكوف" أو إنني ربما أجد أقرب الأعمال حتى الآن هو "لوليتا". تقول: "لقد أنشئنا صفنا الخاص، في محاولة للهرب من تفرّس عيني رقيب أعمى، في غرفة المعيشة تلك، استطعنا أن نكتشف من جديد بأننا أيضاً بشر يمكن أن نحيا ونتنفس. وبغض النظر عن ما آلت إليه الدولة من قمع، وأياً ما كانت وسائلهم لترهيبنا وإرعابنا، فقد كنا مثل لوليتا نحاول أن ننأى بأنفسنا بحثاً عن جيوب صغيرة للحرية".
لقد كان مثالها الأعلى وأحد المعايير في اختيارها للكتابة هو إيمانها بالطاقة الهائلة بل وربما السحرية للأدب، فكانت دائماً تذكر طالباتها بـ "نابوكوف" الذي كان في التاسعة عشرة من عمره حينما قامت الثورة الروسية، وكيف أنه لم يكن يسمح لنفسه بأن يتأثر بأصوات الرصاص.
فواصل كتابة قصائده الصوفية بينما كانت أصوات البنادق تتناءى لمسامعه، ويتراءى له المحاربون الدمويون عبر الشباك. تقول: "فدعونا نجرب بعد سبعين عاماً من ذلك الحدث، ما إذا كان إيماننا الحقيقي بالأدب جدير بأن يجعلنا نعيد صياغة هذا الواقع المظلم الذي خلقته لنا ثورة أخرى".
قالوا عن كتاب أن تقرأ لوليتا في طهران
ما أريد قوله هو أن هذا كتاب عظيم، إنه كتاب عن الأدب وقابليته لإيواء الإنسان وتحصين إنسانيته المسحوقة تحت وطأة الحذاء الثقيل للديموقراطيات الدينية المزعومة، والتي نعرف كلنا بأنها مجرد ديكتاتوريات بمكياج مبتذل. هذا الكتاب وباختصار شديد: ضرورة وجودية وإنسانية وجمالية وإضافة حقيقية لكل مكتبة. بثينة العيسى/ روائية كويتية
اقتباسات من أن تقرأ لوليتا في طهران
شعرت بالأسف من أجلها. لقد وقعت في الحب، لا بد من أن تكون تلك هي أحلى أيام حياتها، ولكنها عوضاً عن ذلك، كانت ملأى بالقلق.
والغريب أن الروايات التي كنا نخرب إليها من واقعنا، أخذت تحفزنا على التساؤل عن ذلك الواقع الذي كنا نحس إزاءه بالعجز والخرس.
لقد خُيرت بين أن أمتثل حالاً للأوامر، وبين أن أتقبل الاستغناء عن خدماتي. وقد اخترتُ عدم الامتثال، ولذا فأنا الآن امرأة حرة.
كحول خديجة
05-أبريل-2022 03:19
لم أعلم سبب الإعتكاف على قراءة هاته السيرة المتخمة بالأحداث و الأدب و الثورة و السياسة و الحب و الذكريات حتى آخر صفحة منها, و يبدو لي أحيانا أن جهل القارئ لسبب متعة القراءة هو دافع جلي لنهمه, إذ أنّه لو عرف السبب بطل مفعول ما تحويه الكتب من عجب.
.... اقرأ المزيدإنّني أجزم أنّ الكاتب الفذ هو ذاك الذي يملك القدرة على كتابة ما يعجز القارئ عن قوله أو التعبير عنه ببساطة شهيّة مثلما فعلته نفيسي في " أن تقرأ لوليتا في طهران"
لن يجد القارئ سببا وجيها لذاك الإندفاع الغريب الذي يجعله يقرأ بنهم دون التوقّف لي
إعجاب (0)
تعليق