لغز عشتار: الألوهة المؤنثة وأصل الدين والأسطورة
لا يقتصر لغز عشتار على تعدد الأسماء وتنوع التجليات ، بل يتعدى ذلك إلى كل ما يتعلق بها من خصائص ووظائف وطقوس وأساطير وتراتيل . ولعل في لغز عشتار البابلية نموذجاً لألغازشبيهاتها عشتارات الثقافات الأخرى . فكل سر من أسرارها يفضي إلى سر آخر ، ولا تكاد نمسك بها في صورة حتى تنحل إلى أخرى ، أو نقبض عليها في هيئة حتى تنقلب إلى نقيضها ، هي ربة الحياة وخصب الطبيعة ، وهي الهلاك والدمار ورية الحرب ، في الليل عاشقة وفي النهار مقاتلة ترعى المواقع وتغشى المذابح . هي الأم الحانية ، راعية الحوامل والمرضعات الحاضرة ابداً قرب سرير الميلاد ، وهي البوابة المظلمة الفاغرة لالتهام جثث البشر ، هي ربة الجنس اللذة ، وهي من يسلب الرجال ذكورتهم ويخصى تحت قدميها وسرير الأبطال . هي القمر المنير وهي كوكب الزهرة . هي النور ورمزها الشعلة الأبدية ، وهي العتم والظلمة وما يخفى ، هي القانلة، وهي الشافية ، هي العذراء الأبدية ، وهي الأم المنجية ، هي البتول ، وهي البغي المقدسة ، هي ربة الحكمة ، وهي سيدة الجنون ، هي الإشراق بالعرفان ، وهي غيبوية الحواس وسباتها ، الثقت عندها المتناقضات وتصالحت المتنافرات.
لا يوجد مراجعات