ذكريات من منزل الأموات
تعتبر رواية ذكريات من منزل الأموات من أكثر روايات دوستويفسكي انتشارًا، ومن أكثر الروايات التي تمت ترجمتها له، فصدرت بعدة عناوين مختلفة منهم ذكريات من البيت الميت و مذكرات بيت الموتى. هذه النسخة من الرواية هي ترجمة د.سامي الدروبي الصادرة عن دار التنوير ضمن مجموعة روايات رائعة.
نبذة عن ذكريات من منزل الأموات
إن هذا الكتاب ثمرة تجربة شخصيّة عاشها دوستويفسكي ، إذ يتحدّث عمّا عاناه هو نفسه في السجن، مع أنه ينسب المذكرات لرجل سّماه ألكسندر جوريانتشكوف. فيصف مشاعر فقد الحريّة، والعيش مع قتلة ولصوص يكنّون له عداوة شديدة لأنه ينتمي إلى طبقة السادة الذين يضطهدون أبناء الشعب. لكن دوستويفسكي لا يغرق في مشاعر تشاؤمية، بل مع الوقت يروح يميّز بين الأشرار والأخيار، ويجد بين السجناء مَن يمكن أن تُفْهَمَ جرائمهم بل يمكن أن تُعْذَرَ من وجهة نظر الأخلاق.
ويقدّم لنا صورة قويّة التأثير عن حياة السجن بما فيها من شقاء ومن علاقات إنسانية رفيعة وتبادل منافع وتجارة... وأشياء يصعب على المرء تصوّرها. ويوجّه دوستويفسكي النّقد لنظام السجن، فيقول "يجب أن نعترف بالحقيقة: إن هؤلاء الرجال يملكون كنوزاً رائعة.... ولعلّهم بين أبناء شعبنا من أعظمهم مواهب وأغناهم طاقات، لكن مَلَكاتهم الممتازة قد هلكت إلى غير رجعة. فمن المذنب ؟.
كعادته، يهبط دوستويفسكي في كتاب ذكريات من منزل الأموات إلى الأغوار العميقة للنفس الإنسانية، ويسسبُرُ ما في أعماقها من طبيعة لا يسيطر عليها العقل ولا يدركها. يدرس نفسيّة السجين في قسوته وفي استعداده لبذل ما يملك إزاء بادرة عطف ومودّة إنسانية. كما يدرس نفسيّة الجلاّد الذي لو كان خير الناس، فإن قلبه يقسو بتأثير العادة، فإذا هو يصبح حيوناً كاسراً.
قالوا عن رواية ذكريات من منزل الأموات
كنت أشعر في هذه الأيام بضيق شديد فتناولت كتاب "ذكريات من منزل الأموات" فأعدت قراءته. كنت قد نسيت كثيرًا منه، فلما أعدت قراءته أيقنت أن ليس في الأدب الجديد كله كتاب واحد يفوقه، حتى ولا كُتب بوشكين ليست النبرة هي الشيء الرائع فيه، بل وجهة النظر التي يشتمل عليها؛ إنه صادق طبيعي مسيحي، إنه كتاب يعلّم الدين فإذا رأيت دوستويفسكي فقل له أني أحبه. تولستوي.
لا يوجد مراجعات