في قبوي
كعادة دوستويفسكي في قبوي هي رواية فلسفية من الطراز الرفيع، يطرح فيها أفكار بطله ويبخل على القارئ بالأجوبة التي ينبغي أن يصل إليها بمفرده، فيثير التساؤلات ويداعب الفكر فيما يتعلق بالعديد من النظريات الجديدة في وقت كتابة الرواية والأفكار الفلسفية المتعلقة بالأخلاق والنفعية التي يصعب الوصول لرأي نهائي بشأنها حتى الآن.
بترجمة بديعة لـ سامي الدروبي صدر كتاب في قبوي عن دار التنوير ضمن كتب وروايات مترجمة متميزة تتضمن باقي أعمال دوستويفسكي.
نبذة عن رواية في قبوي
في في قبوي دوستويفسكي لم يخلق قصة للقارئ ليتابع أحداثها، بل هو أقرب إلى أن يكون كتابًا أراد منه دوستويفسكي أن يعبّر عن أفكار ونظرة إلى الحياة من خلال شخصية سلبيّة لإنسان يمتلئ قلبه بالمرار والاحتقار للناس ولنفسه.
لقد قيل عن هذه الرواية إنها تعبّر عن تيار تشاؤمي عرفه القرن التاسع عشر من أبرز أعلامه نيتشه وكيركجارد وشوبنهاور، فنرى البطل يهاجم نظريات الأخلاق والمنفعة والمصلحة والنظريات الوضعيّة والمادية التي راجت في ذلك الزمان.
في رواية في قبوي فيودور دوستويفسكي كتب أفكاره وأحداث العمل على جزئين، القسم الأول منها ليس إلا نوعًا من حديث الإنسان مع نفسه، أو هو نوع من الاعتراف، فيقول: أنا رجلٌ مريض.. إنسان خبيث... لست أملك شيئًا مما يجذب ويفتن. وفي هذا القسم يغلب الجانب الفكري الفلسفي.
فهو يرفض الوقوف حتى أمام جدار العلم، فيرفض قبول أن 2×2=4، فيقول: فيمَ تعنيني قوانين الطبيعة والرياضيات إذا كانت هذه القوانين لا ترضيني ولا تعجبني؟ إنني أرفض أن أُذلَّ أمام هذا الحاجز.
أما في القسم الثاني، فنراه يدخل إلى عالم الأدب والشعر من خلال تعليقات على بعض الأعمال، وعلى عالم الوقائع من خلال نظرته لمجتمعه، ومن خلال علاقة مع بائعة هوى تظن واهمة أنه سيخلّصها من التردّي الذي ينتظرها.
اقتباسات كتاب في قبوي
أن الإنسان لا ينتبه إلا إلى ألمه، أما سعادته فلا يتوقف عندها ولا يلتفت إليها. ولو فكر الإنسان في سعادته، لوجد أن لكل مرحلة من مراحل حياته حظًا منها.
الحب سرّ إلهي يجب أن يظل مخبَّأ عن أعين جميع الناس، مهما يحدث من أمر، وما يقع من خلاف. ذلك أنبل وأقدس.
الألم! ألا إنه لهو السبب الوحيد للشعور، والعلة الوحيدة للوعي! أن الوعي من أكبر عيوب الإنسان ومن أعظم آفاته.
إني مقتنع اقتناعا جازما بأن زيادة الوعي ليست وحدها مرضًا بل بأن كل وعي مرض.
لا يوجد مراجعات