المُزدَوَج
تصوِّر لنا الرواية الصراع الداخلي الذي يعمل في نفس ياكوف بتروفيتش جوليادكين، موظف في إحدى إدارات مدينة بطرسبورج انقلبت حياته رأسا على عقب عند ظهور شخص يشبهه تماما، ويكيد له ويحتل شيئا فشيئا مكانته في العمل والمنزل، إلى أن يدفع بحياته إلى الانهيار التام. ولعلّ أهم ما أثّر في جوليادكين وأثار دهشته أن الناس من حوله، وعلى رأسهم رئيسه في العمل وخادمه بتروشكا، لم يبدُ عليهم أنهم صُدموا بظهور هذا الشبيه، واعتبروه مجرد رجل يشبهه وعاملوه على هذا الأساس.
وأوضح أن اعتماد دوستويفسكي على تقنية الحوار الداخلي بشكلٍ مكثّف في هذه الرواية مكّنه من أن يسبر أغوار شخصية بطله، وأن يتغلغل في نفسيته التي غيّرها دخول هذا الآخر، مكرّسا بذلك عبقريته في تحليل النفس الإنسانية، حيث قال عنه نيتشه: «إن دوستويفسكي هو الكاتب الوحيد الذي تعلمتُ منه شيئا من علم النفس».
وعلى الرغم من أن رواية المزدَوَج ليست من أعمال دوستويفكسي الأكثر شهرة، إلّا أنها تُعتبر الحجر الأساس في أسلوبه المتفرّد، حتى أن فلاديمير نابوكوف قال إنها «أعظم كتاب كتبه دوستويفسكي».
لا يوجد مراجعات