صلاة تشرنوبل
في كتابها الأشهر صلاة تشرنوبل تقوم الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا أليكسييفيتش الحائزة على جازة نوبل للأدب عام ٢٠١٥ بتوثيق قصص البشر في أرض الموت، أرض تشرنوبل بعد كارثة المفعل النووي. قصص انسانية مفقودة، بين تزييف الحكومات ونحيب الأمهات.
صدر الكتاب بترجمة أحمد صلاح الدين عن مصر العربية ضمن كتب متميزة.
نبذة عن صلاة تشرنوبل
كلمة سفيتلانا أليكسييفيتش في الحوار الذي أجراه معها المترجم بمناسبة صدور الترجمة العربية للكتاب. إلى كل من سيقرأ هذا الكتاب... أشعر بسعادة بالغة بصدور الترجمة العربية لكتابي "صلاة تشرنوبل"، ذلك لأن قضية تشرنوبل قضية العالم أجمع.
سمعت وقت أن كانت الكارثة لا زالت في أيامها الأولى أن الناس يقولون، في كل أنحاء العالم: أن هذا لا يمكن أن يحدث إلا عندكم أيها الروس المستهترون، في حين ما كان ليخطر على بال أحد أن يطلق مثل هذا الوصف على اليابانيين عندما وقعت كارثة مفاعل فوكوشيما الياباني. يقف الإنسان عاجزاً أمام التكنولوجيا، التي اخترعها بنفسه، وفي مقدمتها تكنولوجيا الطاقة الذرية.
إن إصرارنا على المضي قدماً في هذا الطريق، فهذا لا يعنى سوى أننا مصرين على الانتحار. ولا يجب أن يقتصر التفكير في هذا الأمر على الدول الأوروبية وحدها، إنما يجب أن ينشغل به العالم أجمع، في أمريكا اللاتينية، جنوب أفريقيا، لا زالوا يؤمنون بالطاقة الذرية، كما فعلنا نحن منذ ثلاثين – أربعين سنة ماضية. لكننا فهمنا أنه لا يمكن الفصل بين الذرة العسكرية والذرة السلمية – لا فرق بينها، كلها شيء واحد. يراودني الأمل أن يفهم الجميع هذا. فأنا أرى أن أكبر تهديد للإنسان هو الإنسان نفسه.
ذهب بالفعل بلا رجعة ذلك الزمن، الذي بني فيه إلإنسان علاقته مع الطبيعة بمنطق القوة، من فوق عرش الإله. جعلنا تشرنوبل نتطلع إلى الخلود... ربما يمكن أن نطلق على ذلك بروفة نهاية العالم. ربما نهلك جميعاً – ليس هذا من قبيل الفانتازيا.
ربما يندثر عالمنا الرائع – بكل ما فيه من غابات، أنهار، حيوانات. أصعب ذكرياتي عن تشرنوبل، مشهد خروج الإنسان من القرى الملوثة، بينما تخلى عن الحيوانات – التي أطلق عليها الجنود الرصاص، ثم دفنوها في مقابر بيولوجية. عندما دخل الجنود القرى، تتبعت الحيوانات أصواتهم، خرجت للقائهم، ربما شعرت بسعادة لعودة أصوات البشر... لم يعلموا بعد أن الإنسان قد خانهم.
اقتباسات من كتاب صلاة تشرنوبل
حتى الكلمات فى الوثائق تهرب من حدود الوثيقة، لا حدود بين الوثيقة والتلفيق، أحدهما يتدفق نحو الآخر، الشهود ليسوا متجردين، فى أثناء تلاوة الحكايات، يُبدع البشر، يتصارعون مع الزمن مثل المثال مع الجرانيت، إنهم ممثلون مبدعون.
لا يوجد مراجعات