ليس للحرب وجه أنثوي
أثارت كتابات سفيتلانا أليكسييفيتش جدلًا كبيرًا في بلدان الاتحاد السوفيتي، وتعرضت لعدة محاكمات قانونية بسبب كتاباتها. أنشأت سفيتلانا نوعًا جديدًا من الأدب قائمًا على كتابة رواية من الأصوات المتعددة لشهود مرحلة ما. وحازت على عدة جوائز دولية أهمها جائزة نوبل للآداب" 2015.
صدر كتاب ليس للحرب وجه أنثوي بترجمة نزار عيون السود ضمن كتب عن دار ممدوح عدوان.
نبذة عن ليس للحرب وجه أنثوي
آلاف الحروب، قصيرة ومديدة، عرفنا تفاصيل بعضها وغابت تفاصيل أخرى بين جثث الضحايا. كثيرون كتبوا، لكن دوماً كتب الرجال عن الرجال. كلُّ ما عرفناه عن الحرب، عرفناه من خلال "صوت الرجل". فنحن جميعاً أسرى تصوُّرات "الرجال" وأحاسيسهم عن الحرب، أسرى كلمات "الرجال".
أمَّا النساء فلطالما لذن بالصمت.
في الحرب العالمية الثانية شاركت تقريباً مليون امرأة سوفيتية في القتال على الجبهات كافة وبمختلف المهام. تثير سفيتلانا أسئلة مهمة عن دور النساء في الحرب، لماذا لم تدافع النساء، اللواتي دافعن عن أرضهن وشغلن مكانهنَّ في عالم الرجال الحصري، عن تاريخهن؟ أين كلماتهنَّ وأين مشاعرهنَّ؟ ثمَّة عالم كامل مخفيٌّ. لقد بقيت حربهنَّ مجهولة. في كتابها تقوم سفيتلانا بكتابة تاريخ هذه الحرب؛ حرب النساء.
"عليَّ أن أؤلِّف كتاباً عن الحرب، بحيث يشعر القارئ بالغثيان منها، وكي تغدو فكرة الحرب ذاتها كريهة مجنونة. كي يشعر الجنرالات أنفسهم بالغثيان..". هذه المقولة تشكّل بوصلة للبيلاروسيّة سفيتلانا أليكسييفيتش" المدن . . "تقول الكاتبة إنّها كانت تعود إلى بيتها أحياناً بعد لقاءاتها بطلاتها بفكرة أنّ المعاناة هي الوحدة، وهي العزلة الصمَّاء. ويتبدّى لها أنّ المعاناة هي نوعٌ خاصٌّ من المعرفة.
وأنّه ثمَّة شيء في الحياة الإنسانية من غير الممكن نقله والاحتفاظ به، وأنّه هكذا رُتِّب العالم، وهكذا تشكَّل البشر. وتؤكّد أنّ الحبّ هو الحدث الشخصيُّ الوحيد للإنسان في الحرب، وكلُّ ما عداه، أحداث مشتركة، حتى الموت.
قالوا عن ليس للحرب وجه أنثوي
- كتاب مؤلم. درس للأدباء الذين يحاولون مقاربة عوالم الحرب وظلالها وتأثيراتها. بعد أن تقرأ هذا الكتاب، لا يمكنك ألّا تحقد على الحرب والساسة والجنرالات المتاجرين بالأرواح البشريّة على هامشها من أجل مصالحهم وتفاهاتهم.. هيثم حسين - ناقد وروائي سوري
لا يوجد مراجعات