سياسة الإذلال
سياسة الإذلال هو رحلة تاريخية في القرون الماضية نتأمل خلالها مع المفكرة الألمانية أوتا فريفيرت السياسات الدبلوماسية التي كانت بين الدول.
صدر الكتاب عن دار ممدوح عدوان بترجمة متقنة وأمينة لـ هبة شريف ضمن كتب سياسة متميزة.
نبذة عن كتاب سياسة الإذلال
يرى التّصوّر التّقليدي أنّ المجرمين قد خالفوا النّظام الاجتماعيّ، والسّلام العام؛ ولذلك فإنّه يجب أن يُعاقبوا علانيةً، فوجود المتفرّجين يؤكّد على حُكم القاضي ويُسوّغه من جهة، ويحقّق هدف السُّلطة في ردع الآخرين عن تكرار الجريمة من جهةٍ أُخرى.
وهذا الردع لا يأتي من الخوف من الأذى البدنيّ للعقوبة فحسب، بل من الخوف من الشعور بالخِزْي والعار، الذي لا يتحقّق إلّا بوجود شهودٍ على الإذلال الحاصل. لكن كيف تتشكّل المجتمعات التي تقبل مثل تلك الممارسات، أو حتّى تطالب بها؟ وما الأنظمة السّياسيّة التي تسمح بالإذلال، وما الأنظمة التي تحاول منعه؟ وهل يمكننا القول: إنّ الإذلال مرتبطٌ بفترة "العصور الوسطى المظلمة" فقط أم إنّ الحداثة "السّاطعة"، والمنيرة، والمتنوّرة قد جلبت معها أساليبَ جديدةً للخِزْي خاصّةً بها، واخترعت ممارساتٍ جديدةً للإذلال؟
في تحليلٍ مذهلٍ للأحداث التاريخيّة والمعاصرة، تُظهر المؤرّخة الألمانيّة أوتا فريفرت الدور الذي لعبه الإذلال في بناء المجتمع الحديث، وكيف استُعمل الإذلال والشعور بالعار الذي يولّده كوسيلةٍ للسيطرة، من عوالم السياسة إلى التعليم المدرسيّ، وأنّ فنّ الإذلال ليس شيئاً من الماضي فحسب، بل تطوّر ليناسب تغيّرات القرن الحادي والعشرين، في عالمٍ لا يكون الإذلال فيه من القوى السياسيّة التي تسيطر علينا فقط، إنّما من قِبَل أقراننا أيضاً.
Takween Bookstore & Publishing House
13-فبراير-2022 11:08
تُميز أوتا فريفرت في كتابها بين الإهانة والخزي والإذلال، حيث ترى أن الخزي تعبيرٌ عن الاحتقار والاستخفاف، بينما يدل الإذلال على الاحتقار بشكلٍ قاطع، ذلك أن الهدف المرجو منه هو تدمير إحساس الفرد بالشرف والكرامة، ودفعه إلى تحقير ذاته.
إعجاب (0)
تعليق