ثلاثية نيويورك
يعد بول أوستر أحد أهم الأدباء الأمريكيين المعاصرين، وروايته ثلاثية نيويورك تُقدّر بين النقاد بأنها درة أعماله، وهي رواية تتناول الهويات الضائعة في المجتمع الحديث.
صدر كتاب ثلاثية نيويورك لـ بول أوستر بترجمة كامل يوسف حسين في طبعة جديدة عن دار الآداب ضمن روايات مترجمة متميزة.
نبذة عن ثلاثية نيويورك
هناك الرجل الذي يمضي في كل مكان بمجموعة من عصي قرع الطبول، لاطماً بها الرصيف بإيقاع طائش، عبثي، منحنياً على نحو مرتبك وهو يتقدم في الشارع ويقرع الإسمنت مراراً وتكراراً. وربما كان يحسب أنه يؤدي عملاً مهماً، ولو لم يقم بما هو عاكف عليه فلربما انهارت المدينة، وربما كان القمر سيخرج عن مداره، ويرتطم بالأرض.
وهناك من يحادثون أنفسهم، ومن يدمدمون، ومن يصرخون، ومن يلعنون، ومن يتأوّهون ألماً، ومن يسردون على أنفسهم القصص وكأنهم يحكونها لشخص آخر. وهناك الرجل الذي رأيته اليوم جالسا وكأنه كومة من القمامة أمام محطة جراند سنترال، والحشود تنطلق متجاوزة إياه، وهو يقول بصوت عال مليء بالفزع: "فرقة المارينز الثالثة... التهام النحل... النحل يزحف خارجا من فمي". أو المرأة التي كانت تهتف برفيق خفي: "وماذا إذا لم أكن أريد ذلك! وماذا إذا لم أكن أريد ذلك"!
اقتباسات من رواية ثلاثية نيويورك
ربما ليس بمقدورك أن تعرف ما هو حق مما هو زائف، و لن يقدر لك أن تعرف أبدًا.
لم يعد يرغب في أن يموت، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن يُقال إنه سعيد بكونه على قيد الحياة، ولكنه على الأقل لم يعد يضيق ذرعًا بذلك. إنه على قيد الحياة، وقد بدأت صلابة هذه الحقيقة تفتنه شيئًا فشيئًا، وكأنما أفلح في أن يحيا بعد موت نفسه.
لا يوجد مراجعات