نصوص أدبفلسفية
ما يُقصد هُنا بالمصطلح المركّب «الأدَبفلسفيّ» هو محاولة الكتابة على التخوم، فيها وما بينها. وقد لا يكون المقصود هُنا وضع رجل في الأدب وأَخرى في الفلسفة بقدر ما يعني التنقل بينهما كراقص يُنقّل قدميه من دون أن يعبأ بحدود هذا وتخوم تلك. إذن، نصوص هذا الكتاب لا هي من الأدب «الخالص» ولا هي من الكتابة الفلسفية التقليديّة بشيء. بل لعلها نوعٌ جديد من الكتابة الجديدة يصعب تصنيفها أو حصر حدودها غير الثابتة أصلاً والمتحركة المتنقلة بين ميدانين يعتقد البعض أنهما يتمايزان بحدود ثابتة واضحة غير متداخلة هما الفلسفة والأدب. ما من شك أن هذا النمط من الكتابة الذي اتبعتُه في الكتاب ليس جديداً كُل الجدّة فهو قد يشبه أسلوب جاك دريدا في كتابه «البطاقة البريدية La Carte Postale»، ولكن لعله يشبه أكثر في جزئه الثاني كتاب رولان بارت "شذرات من خطاب العشق" أو كتاب خواتم بأجزائه الثلاثة لأنسي الحاج. إن هذه الأمثلة الثلاثة على اختلافها هي في نظري نصوص وخطابات «أديفلسفية» أو «فلسفأدبية» تختلط فيها حدود الأدبيّ بالفلسفيّ ويغدو من الصعب جداً تصنيف هذه النصوص وفقاً للمعايير التقليدية الخاصة بالفلسفة أو بالنقد الأدبيّ. إنها بزعمي نوعٌ من الكتابة الجديدة التي تعصى على التصنيف، بل وتتمرّد عليه فهي تتمدّد بلذة واسترخاء على التخوم غير أبهةٍ بحُرَّاس الحدود وإيديولوجيا قومية التخصصات المتعصبين.
























الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات