لقد توقفت عن البكاء
ما يقارب خمسين ومضة ماتعة اتسمت حقيقة بعمق وجودي مطلوب لدى كل كاتب ضمن سياق طرافتها ورشاقتها وذكائها والأهم صدقها، أحالت بانتباه يقظ على موضوعات مجتمعية عدة برؤية نقدية غير نمطية أو اجترارية تضمر أكثر مما تكشف، وتوحي أكثر مما تفصح، تراهن بالدرجة الأولى على التلميح والسؤال وإثارة الانتباه.
قضايا مثيرة للاهتمام، نصادفها جميعًا خلال يومياتنا، لكن الذي ينتبه إليها بهذه اللمسة الجمالية الأقرب حسب تقديري الشخصي إلى تشخيص الكوميديا السوداء، سوى من يلتقط بفطنة ووعي نقدي ما يحدث ويجري، بأن يترك مسافة موضوعية كافية حيال هذا القائم، قصد استخلاص ثم استشراف رؤية متوازنة، ترصد مواطن الخطأ وتضمن للفرد مسلكًا عاقلًا بغية تفادي سقوطه؛ ربما دون قصد في أفخاخ منظومة الراهن، ثم يفقد حسه النقدي باعتباره صمام الأمان الدائم كي يظل إنسانًا. معركته الأولى والأخيرة.
لا يوجد مراجعات