الكهف
يحيلنا جوزيه ساراماجو منذ افتتاحية الرواية إلى أسطورة كهف أفلاطون فى كتابه "الجمهورية": يا لغرابة المشهد الذى تصفه، ويالهم من سجناء مستغربين أنهم مثلنا. فأمثولة "أفلاطون" حول طبيعة الإنسان تصور أن هناك كهفا تحت الأرض له مدخل طويل يمر منه النور وفى الكهف أناس سجنوا فيه منذ طفولتهم.
صدرت رواية الكهف عن منشورات الجمل ضمن روايات مترجمة متميزة بترجمة متقنة للراحل صالح علماني.
نبذة عن كتاب الكهف
أرجلهم وأعناقهم مقيدة تضطرهم إلى البقاء ثابتين لا ينظرون إلا أمامهم ووراءهم وفى موضع أعلى من موضعهم ضوء نار مشتعلة بعيدا عنهم وبين النار والمقيدين توجد دكة مرتفعة وعلى امتداد الدكة أقيم جدار منخفض مثل الحاجز الذى يفصل بين جمهور المشاهدين والمقيدين والمشعوذين الذين يعرضون ألعابهم.
أمثولة ساراماجو تتمثل فى أن الإنسان المعاصر يعيش الوضع نفسه الذى يعيش فى شخوص أفلاطون المقيدين، فهو يقضى وقته محبوسا فى غرف ضيقة، يتأمل صورا على شاشات التلفزيون والكمبيوتر، بعيدا عن الاتصال المباشر بالطبيعة أو بأمثاله من البشر، ولهذا تختار أسرة "أليجور" التى تدور حولها أحداث الرواية التخلى عن كل شىء والخروج فى رحلة بلا وجهة معروفة ودون معرفة كيف وأين ستنتهى.
الرجل الذي يقود الشاحنة الصغيرة المغلقة يدعى سيبريانو ألغور، مهنته صانع خزف، وله من العمر أربع وستون سنة، مع إن مظهره يوحي للوهلة الأولى بأنه أصغر سناً. والرجل الجالس إلى جواره هو صهره، ويدعى مرسيال غاتشو، لم يبلغ الصلاصين يعد.
ومع ذلك، فإن ملامح وجهه لا تسمح لأحد بأن يقدّر أن له من العمر كل تلك السنوات. وتلتصق باسم كل منهما، مثلما لاحظنا، كنية غريبة، يجهلان أصلها ومعناها وسببها.
اقتباس من رواية الكهف
يختزل وجوده في مجموعة تفاعلات تقنية لا روح فيها، وأمام هذا "التشييء" للوجود الإنساني، هذه الحياة العصرية التي تتضاءل فيها قيمة الإنسان.
لا يوجد مراجعات