حفلة التيس
حفلة التيس هو كتاب استثنائي لا ينمحي من ذاكرة قراءه، وهو يروي قصة كابوسية، أكثر ما يجعلها مرعبة هو كونها معتمدة على أحداث حقيقية لا تقل ألمًا عما رواه يوسا في الكتاب. وتعتبر الرواية من أهم روايات أمريكا اللاتينية ومن أهم الأعمال الأدبية السياسية في القرن الماضي.
صدرت حفلة التيس عن منشورات الجمل بترجمة بديعة لـ صالح علماني ضمن مجموعة روايات مترجمة متميزة تضم باقي أعمال يوسا والكثير من ترجمات علماني.
نبذة عن رواية حفلة التيس
في الثلاثين من أيار 1961، تمكن كمين نصبته جماعة من المتآمرين خارج مدينة سانتو دومنغو (وكانت تسمى "مدينة تروخييو") من قتل رجل الدومينيكان القوي، الزعيم والرئيس الموقر والمنعم إلى الوطن، ومستعيد الاستقلال المالي، وأبي الموطن الجديد فخامة الجنراليسمو الدكتور رافائيل ليونيداس تروخييو مولينا.
حول ذلك الطاغية المتوحش الذي كان يخفي عينيه الرهيبتين وراء نظارة سوداء، لأنه "لم يكتف بمراقبة سلوك الجميع، وإنما راقب ضمائرهم وأحلامهم كذلك" وفيما يلي تدور أحداث هذه الرواية.
يستعيد بارغاس في روايته حفلة التيس مرحلة تاريخية قاتمة في حياة جمهورية الدومنيكان الصغيرة حيث يقدم نموذجاً للقائد التاريخي الملهم تروخييو، الذي أنزل بشعبه في الآفات والمصائب والأهوال ما يتسامى القلم عن تدوينه، وقد استطاع يوسا رسم صورة مرعبة لذلك الطاغية، مستعيناً بحسه الروائي العميق، وتجربته الأدبية والفنية، في تقصي فترة تاريخية، سياسية.
ثمة وصف عميق ودقيق لدواخل الشخصيات ومشاعرها، وحالات الهلع والذعر التي تنتابها، ووصف آسر للشوارع والبيوت والحدائق والطرقات والروائح، وزرقة البحر وفق منحى بصري لا يترك شيئاً إلا ويجد له حيزا في تضاريس تلك الجمهورية المضطربة والقلقة، فتتحاور بخوف، وتحيا بخوف، وتموت بخوف. لكنها تتغلب في النهاية على هذه العقدة، وتقتل الطاغية، وبشجاعة هذه المرة بعد مرور أكثر من ثلاثة عقود.
اقتباسات من كتاب حفلة التيس
لقد كان رأيي بالمثقفين والمتأدبين سيئًا على الدوام، ففي السلم الاجتماعي، وحسب ترتيب الجدارة، يحتل العسكريون المقام الأول. فهم يؤدون الواجب، وقلما يتآمرون، ولا يضيعون الوقت. وبعدهم يأتي الفلاحون، فهم الأصحاء في هذه البلاد، الشغيلين والشرفاء. وبعد ذلك الموظفون، فالمقاولون، فالتجار.أما المثأدبون والمثقفون فهم الأخيرون، بل إنهم وراء رجال الدين. فهم زمرة الأوغاد. إنهم من تلقوا أكبر قدر من المنافع، ومن ألحقوا أكبر الأذى بالنظام الذي أطعمهم وألبسهم وملأهم بالتشريفات.
هل تتذكرين تروخييو؟ - حسن، حسن. قد يكون دكتاتورا وكل ما يقولونه عنه، ولكن يبدو أن الحياة أفضل آنذاك . الجميع كان لديهم عمل، ولم تكن تقترف كل هذه الجرائم.
هكذا هي السياسة، إنها شق الطريق بين الجثث.
عن يوسا
ماريو بارغاس يوسا روائي ولد في البيرو عام 1936 وبرز في عالم الأدب بعد نشر روايته الأولى "المدينة والكلاب" التي نال عليها جوائز عديدة منها جائزة "ببليوتيكا بريفي" عام 1962 وجائزة "النقد" عام 1963 وترجمت إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية، وتتالت أعماله الروائية، وتعددت الجوائز التي حصل عليها، وقد كان آخرها حصوله عام 1944 على جائزة "سرفانتس للآداب" التي تعد أهم جائزة للآداب الناطقة بالأسبانية فضلًا عن نوبل للآداب.
لا يوجد مراجعات