الحالة الحرجة للمدعو ك
صدرت رواية الحالة الحرجة للمدعو ك لـ عبد العزيز محمد عن دار التنوير ضمن روايات عربية متميزة، ووصلت للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) كما تُرجمت لعدة لغات.
نبذة عن رواية الحالة الحرجة للمدعو ك
بضع لحظات صامتة مرّت، فيما راح الباب ينغلق على مهل. أخبرني بعدها أن عليَّ التفكير بجدية في العلاج الكيميائي، بنفس النبرة التي يخبرني بها أحدهم أنه حان الوقت لشراء حذاء جديد. كنت هادئاً، والطبيب هادئ، والغرفة هادئة، ودرجة الحرارة فيها مناسبة، وكان ثمة بخار يتصاعد من أكواب الشاي الورقية أمامنا. حملت الكوب إلى حجري وأطرقت إليه بسكون.
عبر الشق السفلي للباب، كانت تصلني من الممر أصوات خافتة؛ نداءات لمرضى، وممرضات يتحركن بخفة في أزواج أحذية بيضاء، تلتصق خطواتها في البلاط. ومن منطقة أبعد قليلاً، أخذ يتردَّد بكاء صاخب لرضيع، حُقن بإبرة على الأرجح. حين عاد الطبيب يتحدث، كنت لا أزال ممسكاً بالكوب وقد ازداد سخونة بين يديّ. استغرقت في التحديق إلى داخل الكوب باهتمام، كما لو كان صوت الطبيب يصدر من هناك.
اقتباسات كتاب الحالة الحرجة للمدعو ك
لم أعد أميز متى يبدأ الألم الجسدي في أن يصير نفسياً، أو يبدأ الألم النفسي في أن يصبح جسدياً، أيهما يشحذ الآخر؟ كل ما يصيب بدني كان يصيب روحي، أيضا في اللحظة ذاتها ، وبالقوة نفسها، والعكس تقريباً صحيح.