في أجواء يشكل فيها كل من علم النفس والفلسفة خلفية للعالم الذي تدور فيه أحداث هذه الرواية، وفي سياق البحث في جريمة قتل، يقدّم لنا المؤلف صورة مركبة عن مجموعة من الشخصيات يجمع بينها الحزن والفقد وجروح النفس والحب، وعن مجتمع يضع كل الإنعكاسات النفسية التي يمرّ بها الفرد بسبب الآثار الناتجة عن حياة غير مستقرة، في دائرة الجنون...
يكتب حامد، المريض النفسي، في دفاتره الصغيرة ما يسميه "تدوينات"، ليعبّر عن رأيه في الحياة والموسيقا والفلسفة، وليحكي لنا حكاية الحب الذي هو محور حياته...
لكن يدفع حياته ثمناً لذلك الحب الذي يتمرّد على المقاييس الإجتماعية التي يتمسّك بها المجتمع... وتُنسى تلك الحياة لسنوات طويلة إلى أن يعثر طبيب نفسي على هذه الدفاتر وتجذبه حكاية حامد، فيبدأ البحث عن الأسباب الحقيقية لمقتل ذلك المريض الغريب وهو في ريعان شبابه.
هل كان حامد مريضاً حقاً؟ هل كان مصاباً بالفصام حقاً، أم بمرض آخر؟ هل قتله سعيد حقاً؟ الإجابات بالنفي الحائر والمتردد تملأ عقلي.
تساءلتُ من هو الشخص الطبيعي؟... ما المقياس الذي يتوجب إتباعه؟... هل تستطيع أن تصنّف البشر على مقياس وضعه بشر آخرون؟...
No Reviews