الحياة في مكان آخر
إن الحياة في مكان آخر هي ثالث عمل في مسيرة ميلان كونديرا الإبداعية، وهي من تلك الأعمال النادرة التي لا تكتفي بأن تشعرنا عند إعادة قراءتها بعد سنوات بنفس الإحساس فحسب، بل تمنحنا الشعور.
صدر كتاب الحياة في مكان آخر عن المركز الثقافي العربي بترجمة بديعة لمحمد التهامي العامري ضمن روايات مترجمة متميزة تضم باقي أعمال الفرنسي التشيكي كونديرا.
نبذة عن رواية الحياة في مكان آخر
إن جاروميل شاعر، فكيف للمرء أن يكون شاعراً في ظل نظام ديكتاتوري؟ نظام لا تتوفر فيه حرية الفكر. تنبغي الإشارة إلى أن ياروميل لم ينعم بالحرية أبداً، يخنقه حب أمه التي تتعقبه حيثما ذهب، حتى في فراش العشقيات؛ وتخنقه إيديولوجيات وشعارات الحزب الشيوعي؛ يخنقه ذلك الأب الذي لم تتسنَ له معرفته؛ يخنقه حبه لفتاة لا يجدها جميلة؛ ويخنقه نظرته الضيقة للعالم.
غير أن الرواية ليست فقط قصة شاعرة شاب، بل هي بالأحرى رواية حول حب الأخرين وحب الذات؛ رواية مليئة بالحقائق، وبالطلاوة الكونديرية، بصدق مذهل، بالإنسانية. إنها رواية تحرَك مشاعر أي كائن بشري، لأن كلَ واحد منَا تساءل ولو لمرة واحدة عن مكان وجود الحياة، وعن مبلغه منها.
أن رواية الحياة في مكان آخر رائعة أدبية حول الأدب، وحول من يكتبون فيه، حول الحياة وحول من يعيشونها. تقع أحداث الرواية في أثناء الحرب العالمية الثانية وفي الفترة التي أعقبتها، تحكي قصة جاروميل، هذا الصبي الذي كان ضحية زواج مليء بعذابات سيَرت حياته إلى الشعر…
اقتباسات كتاب الحياة في مكان آخر
أشعر أنني فأر يركض في قفص. نعمل.نسابق الوقت ويسابقنا. وحين نتلفت، يبدو الزمن فارغا، لأنه ينزلق بلا انطباعات، بلا أثر. لأننا كالآلات. لا وقت لدينا للحب والقصائد والأحاديث التي بلا هدف والنزهات التي بلا وجهة.
ينشأ الحنان في اللحظة التي نواجه فيها النبذ ونحن على عتبة سنّ الرشد، فننتبه بقلق إلى مزايا الطفولة التي لم نكن ندركها حين كنّا أطفالًا.