لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
لن تجد الشمس في غرفة مغلقة رواية للأردنية ايمان اسعد صادرة عن منشورات تكوين ضمن مجموعة روايات عربية صدرت في ٢٠٢١ تتناول حياة الكاتب والروائي الفلسطيني الكويتي غسان كنفاني بجرأة واختلاف واضح عن السردية المألوفة.
من رواية لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
"مات! كيف مات؟" بجذعه مال غسان إلى الأمام، وبأصابع يده اليمنى ميَّم مسدسًا وصوب فوهته تُجاه رأس أيمن: "برصاصة وحدة بين عيونه." أيمن ما جفل. عيناه واثقتان، متشوقتان: "ومين قتله؟" بوووه..ومرةً أخرى لم يجفل، عيناه حتى ما طرفتا.
مال غسان إلى الوراء على مقعده رافعًا المسدس مع فوهته إلى الأعلى. نفخ عليه مثلما يفعل أبطال الكاوبوي في الأفلام، وأعاد كف يده إلى صورتها الأولى، مفرودةً فارغة. زفر نفسًا عميقًا وألقى برأسه إلى الخلف. عيناه تحدقان إلى لمبة النيون المثبتة في السقف: "ما بعرف." حذا أيمن حذو صديقه وألقى برأسه هو الآخر إلى الخلف وحدق إلى لمبة النيون المتقطعة. كان يعلم أن غسان يكذب عليه، أن غسان يعرف تمامًا مَن قتل أباه. لكن أيمن سمح لصاحبه بهذه الكذبة، سمح لصديقه الوحيد بتأجيل اعترافه بما هو معروف لدى الجميع.
اقتباسات لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
كيف لوطن النهار أن تسمو على الألم والدم والجراح وتمضي بأبنائها قدمًا إن لم يحيا ابن الشهيد مكبّلًا بذكرى أبيه. قدرٌ أسود، حتى وإن كان ابن الشهيد موعودًا بمقابل مجز، عطف الدولة حكومةً وشعبًا، هالة الصمود والوطنية، الاستثناءات الموعود بها من دون أقرانه مكافأةً له. هو ذا ثمن الذكرى، ويا له من ثمنٍ بخس مقابل عين أبيه.
أتراها تدرك ما يدركه هو، أنَّ سلسلة الذاكرة الصحفية ليست بهدف الإبقاء على الذكرى حية، بل لرميها في أرشيف النسيان ونفض اليد عنها. إذ كيف سيتسنى للبقية المضي قدمًا في حياتهم إن لم يحظوا بنعمة النسيان، وكيف لضمائرهم أن تطمئن لاعتناق النسيان إن لم يتيقنوا أن ثلة أبناء الشهداء سيحملون عنهم عاتق الذكرى.
كُنْ موقنًا أنَّ التوق الذي يحمله العاشقان بعضهما لبعض لا يختلف في طبيعته عن الصداقة - بل لك أن تصف العشق صداقةً فلتت من عقال المنطق وهوت في الجنون. سينيكا، رسائلُ من المنفى.
خولة حطاب
06-مايو-2022 12:26
لن تجد الشمس في غرفة مغلقة
.... اقرأ المزيدتأليف: إيمان أسعد
منشورات تكوين
حكاية أصدقاء ثلاثة في سن المراهقة، تبدأ الأحداث في مرحلة ما بعد تحرير الكويت وتحديدًا مع بدء العام الدراسي الأول في الشهر التاسع (أيلول/سبتمبر/1991)، وهي من المراحل الأشد وطأة في تاريخ الكويت الحديث، يحمل الثلاثة إرثًا ثقيلاً من ذويهم.
الأول؛ عبد الله حسين، الكويتي ابن الشهيد حسين الذي استشهد على أيدي القوات العراقية بوشاية من طبيب فلسطيني، أما أم عبد الله فهي زينب المريضة ويعيش معها وعمته في بيت العائلة الذي استشهد فيه والده
إعجاب (0)
تعليق
Mohamed Khaled
28-نوفمبر-2021 02:56
.... اقرأ المزيد"يده تنزلق.
يسقط
ويسقط
ويسقط
السواد في عينيه قاتم كما الليل."
رواية "لن تجد الشمس في غرفة مُغلقة" هي رواية مُفعمة بالألم الخالص، رحلة نفسية وسردية مُمتعة، ولكنها سودواية، جريئة، ومؤلمة.
تتناول الرواية حكاية غسان "الفلسطيني الكويتي"، أيمن "الفلسطيني الأردني"، عبدالله "الكويتي"، وما حملته جنسيتهم لمصائرهم من أحداث غير متوقعة، وألم لم يطلبوه، وفهم للعالم الذي يعيشوا فيه في وقت من المُفترض أنه أجمل سنين حياتهم؛ سنين الطفولة والمُراهقة. ولكنهم كانوا ضحية جنسياتهم، في الوقت ا
إعجاب (2)
تعليق