رامبو الحبشي
صدرت رامبو الحبشي للروائي والصحفي الإرتري حجي جابر عن منشورات تكوين في ٢٠٢١ ضمن سلسلة مرايا التي تضم روايات عربية مميزة، ووصلت للقائمة الطويلة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر) في ٢٠٢٢. تأهل حجي جابر للبوكر من قبل بروايته رغوة سوداء في ٢٠١٩.
نبذة عن رواية رامبو الحبشي
يسعى حجي جابر في كتاب رامبو الحبشي إلى إعادة الاعتبار لامرأة هررية رافقت آرثر رامبو في سنواته الأخيرة في الحبشة، دون أن يأتي الشاعر الفرنسي على ذكر عشيقته بكلمة واحدة في رسائله الكثيرة إلى أمه، ولتسقط بذلك من كتب التاريخ. يمنح حجي الهررية اسمًا و صوتًا وتاريخًا وذاكرة، ويمنحنا بالتالي فرصة لرؤية رامبو من وجهة نظر الأحباش وكأنه بذلك يقلب الصورة فيزيح رامبو إلى الهامش ويجلب العشيقة الحبشية إلى متن الحكاية عبر سرد بعض ما جرى والكثير مما لم يحدث.
إضافة إلى قصص الحب المبتورة ومسارات الحكاية المتداخلة زمنيًا، يتناول النص هرر مدينة البن والقات حين كانت بمثابة مكة الإفريقية، يحرم على غير المسلمين دخولها، وتنسج حولها الحكايات التي أغرت الرحالة من كل مكان في وقت كانت القوى الكبرى تعيد تشكيل منطقة القرن الأفريقي.
اقتباسات من كتاب رامبو الحبشي
الضعف أصدق حالات المرء وأقربها من حقيقته، لكنه في المقابل أكثرها حساسية. لذا يعلو صوت الألم مع أصغر هزّة. الحبّ يجعل الألم أكبر في وقت يكون الواحد قد اطمأنّ إلى تلاشيه إلى الأبد.
يبدو الأمل أحيانًا حبلًا يقود الهاوية، فيما نظنه المنقذ منها. وكيف كان سيبدو كل شيء مختلفًا لو استطعنا أن نخرج من أنفسنا للنظر إليها مجردين من ذلك الأمل. بقدر ما يتعلّق الأمل بالمستقبل؛ فإننا لا نراه على تمامه إلا حين يُصبح ماضيًا.
هنالك أناس هكذا العطاء عندهم جزء من تكوينهم، لا يجتهد الواحد منهم ليعطي، بتلقائية يفعل ذلك، لأنه لا يعرف كيف لا يفعل، وكأن نواة وجوده تمثلت في المنح، وسعادته كامنة في مساعدة الآخرين، والمقابل هو سعادتهم، إذا ابتسموا فقد بلغ مرماه، وهذا غريب، غريب.
يصبح الجسد أقل قدرة على احتمال الهزيمة. الفشل يستنزف الواحد منا، ينهيه، يعطبه، يعيقه عن مواجهة ماضيه، كيف سيفتح الجراح في كل مرة وينظر إليها؟ أي شخص عنده هذه القوة؟ لذلك يكون الإنكار أدعى للراحة. فيما بعد، عندما تندمل الجراح، يعود للبحث عما يدعم الحقيقة، أنه عاش هذا الشيء حقًا، بحلوه ومرّه.
Mohamed Khaled
11-مارس-2022 04:26
.... اقرأ المزيد"أظنه أسوأ ما يُمكن أن يفعله الحب بالإنسان، أن تتحول إلى أداة في يد شخص آخر، كرة لينة من عجين أو صلصال، يُشكلك كيفما شاء، سعادتك بيده، تعاستك بيده، حياتك نفسها بيده، هل ثمة ما هو أشد مهانة من أن تفقد السيطرة على دفة سفينتك فيتحكم بها شخص آخر باسم الحب؟ يقودك حيثما يُريد، للغرق أو للبر لا تعرف."
يقول "حجي جابر" عن كيف أتته فكرة الرواية:
"التقطت فكرة الرواية من عبارة وجدتها مستفزة في كتاب آلان بورير "رامبو في الحبشة" حين كان ينقل عن رفاق الشاعر الفرنسي قولهم ".. وكانت لديه عشيقة
إعجاب (0)
تعليق