أديب
كيف انتقلت من طور إلى طور، وكيف تغيرت من حال إلى حال! أكنت خيِّراً فأصبحت شريراً أم كنت شريراً أتكلف الخير، فلما بلغت هذا البلد ألقيت عن نفسي أعباء التكلف وأثقاله وظهرت لنفسي كما أنا، لا متحفظاً ولا منافقاً؟ أم ماذا؟ إني لفي حيرة لا أعرف لها حدّاً، ولكني على ذلك كلّه راضٍ عن نفسي بعض الرضا، بل كل الرضا. أترى أني أسأت حين قطعت ما بيني وبين حميدة من الأسباب؟ هبني لم أفعل، أفكان ما بيني وبين حميدة من الصلة يعصمني من الشر الذي أنا مدفوع إليه، أم كنت أدفع إلى الشر دفعاً وأقترف الإثم اقترافاً لا أحفل بحميدة ولا بحبها ولا بهذا العهد المؤكد الذي قطعته لها بالوفاء؟ فأنا مدفوع إلى الشر ما في ذلك شك، وأنا عاجز عن المقاومة، وأنا أسأل نفسي دون أن ألحّ عليها في السؤال: أليس يمكن أن تكون هناك قوة خفية ماكرة قد دفعتني إلى ما وراء البحر لألقى في هذه الأرض الغريبة كيداً يُدبر وأمراً يُراد، ولأكون نهباً لشياطين الإثم والغواية والفساد؟
لا يوجد مراجعات