نقض كتاب في الشعر الجاهلي يليه رد السيد الخضر حسين
كان من نتائج نشر كتاب "في الشعر الجاهلي" ما قوبل به من نقدٍ أثار حركة ثقافية مائجة سبّبتها تلك المقالات الكثيرة التي صدرت في الجرائد المصرية، فأقبل جمهرة القرّاء, وخاصةً المثقفين منهم, على قراءة كل هذا الذي نشر واستوعبوه وأضافوه إلى حصيلتهم الفكرية. وانتشر بين الناس: سواء من قرأ منهم الكتاب ومن لم يقرأه: أن الشعر الجاهلي غير صحيح، وأنه من شعراء ورواة في عصور تالية, وأنه لم يكن في الجاهلية شعرٌ ولا شعراء إلا قلّة لا تكادُ تْذكر. ولم يلتفت الناس إلى الردود على هذا الحكم وتصحيحه, إذ إن كلمة السوء هي التي تنتشر وترسخ في الذاكرة, وهيهات أن يستطيع العلماء الثقات أن يصححوا ما يصدر من أحكام متسرعة أو باطلة وما أكثرها وأقلَّ العلماء الثقات الذين يتصدّون لتصحيحها. من أجل هذا, سّرني أن تبادر دار جداول إلى نشر كتاب طه حسين ومعه أحد الكتب العلمية المهمة التي تتضمن ردودًا واضحة على ما ورد في كتاب "في الشعر الجاهلي" لمؤلفٍ عالمٍ من علمائنا الذين نعتزّ بهم هو الشيخ محمد الخضر حسين وكتابه "نقض كتاب في الشعر الجاهلي" . وقد أصبح المؤلف بعد صدور هذا الكتاب إمامًا أكبر وشيخًا للأزهر الشريف, فعسى أن يكون في إعادة هذه الدار الزاهرة لنشر هذين الكتابين عون على وصل الدارسين- وخاصةً الشباب- بهذا الموضوع الذي يتصل بتاريخنا وشعرنا وثقافتنا عامةً أوثق الاتصال .
لا يوجد مراجعات