في الشعر الجاهلي
وأوّل شيء أفجؤك به هو أني شككت في قيمة الشعر الجاهلي وألححت في الشك، أو قل ألحّ عليّ الشك، فأخذت أبحث وأفكر وأقرأ وأتدبّر، حتى انتهى بي هذا كله إلى شيء إلا يكن يقيناً فهو قريب من اليقين.
ذلك أن الكثرة المطلقة مما نسمّيه شعراً جاهلياً بيس من الجاهلية في شيء، وإنما هي منتحلة مختلقة بعد ظهور الإسلام، فهي إسلامية تمثّل حياة المسلمين وميولهم وأهواءهم أكثر مما تمثّل حياة الجاهليين.
وأكاد لا أشك في أنّ ما بقي من الشعر الجاهلي الصحيح قليل جداً لا يمثّل شيئاً ولا يدلّ على شيء، ولا ينبغي الإعتماد عليه في إستخراج الصور الأدبية الصحيحة لهذا العصر الجاهلي.
لا يوجد مراجعات