تفصيل ثانوي

أحب الحساسية الاستثنائية التي تكتب بها عدنية.. أحب اشتغالها على التفاصيل الثانوية المسحوقة تحت وطأة الأحداث الكبرى، أحب أنها تفهم جيدًا.. أين ينبغي أن يتموضع الأدب.

أوقفت قراءاتي وغيّرت قائمة جدولي في انتقاء الكتب المختارة بعد أن ناظرت عيناي خبر إدارة معرض فرانكفورت الدولي للكتاب 2023 لإلغاء تكريم الكاتبة وحرمانها من الجائزة، هذا يعني بتأكيد واضح أنني قرأتها بسبب "طوفان الأقصى" وما آلت إليه أحوال أهل غزة ودعماً وتضامناً مع الكاتبة الفلسطينية وهذا أضعف الإيمان.
لا يمنع هذا من أن أقول رأيي بشفافية فيما قرأت!
الرواية قريبة أكثر للناحية التوثيقية على طريقة لغة الصحافة، وأضيف لها الاستقصائية، وتعلمون أن هكذا لغة تكون خالية من الجمالية نوعاً ما، لتتحول فيها

تفصيل ثانوي
الكاتبة: عدنية شبلي.
التصنيف: رواية.
عدد الصفحات: ١٢٧.
التقييم الشخصي: ٣ /٥.
تحدث جريمة اغتصاب في صحراء النقب بعد عام واحد من النكبة. وبعد ربع قرن بالضبط، في الضفة الغربية، في فلسطين، تُولَد فتاة في نفس تاريخ جريمة الاغتصاب هذه. فتُقرر بأن تبحث في هذه الحادثة؛ لا لشيءٍ سوى أنها حدثت في نفس يوم مولدها قبل خمسة وعشرين عاماً.
ومُستعينةً بكل التفاصيل الثانوية التي بإمكانها أن تجعلها ترى هذه الحادثة من منظور مختلف، تنطلق هذه الفتاة في رحلة بحثها.
هي روايةٌ على هامش ا

هُنا عزاء للتفاصيل الثانوية بوصفها أبطال ما وراء الكواليس، أو بوصفها تبريرًا واضحًا لتأكيد الأصل.
استنساخ اللوحات الفنيّة وسرقتها يكون بالالتفات ونقل الأجزاء الأساسية دون التفاصيل التي لا يعلمها بوضوح سوى أصحابها الفنّانون الحقيقيون مثلما استُطرِدَ في الرواية. إذ معرفة التفاصيل الثانوية هذه ليست سوى استدلالًا على الأصل والحقيقة والوصول إلى ما هو ملك خالص وحقٌّ إن ضاعَ فلا بُدّ يُسترجَع يومًا ما.
من هذا المنطلق، منطلق التفصيل الثانوي المُسَيِّر لهذه الرواية و الذي اعتبَرته الشخصية نوعًا

تتكون الرواية (تفصيل ثانوي) -المنشورة بواسطة "دار الآداب"- من فصلين مختلفين عن بعضهما في الزمان والمكان وطريقة السرد، قدمت الروائية (عدنية شبلي) من خلالهما الحكاية بحبكةٍ متقنةٍ وغنيةٍ بالتفاصيل.

في الفصل الأول، يصف مشهد البداية فرقة تمشيط إسرائيليةٍ تعسكر في منطقة "النقب"، بأسلوب السرد المعتمد على الراوي الخارجي كلي العلم، الذي يروي عن يوميات قائد الفرقة تحديداً، في الفترة ما بين يومي التاسع والثالث عشر من شهر أغسطس في عام ١٩٤٩م، مركزاً في سرده على توثيق حادثة اعتداء على إحدى القواف