المحك

"المحك" هي رواية تحمل عمق النفس الإنسانية، حيث تتلاشى فيها الحدود بين الشغف والخيانة والغفران. من خلال كلمات مشحونة بالعواطف، تتابع الرواية خيوط حكاية ستيفن غلينارد، المحامي الشاب الذي باع كنزًا عاطفيًا، خططت له الروائية مارغريت أويين، في محاولة لتحقيق حلمه في الزواج من الفتاة التي أسرته.

يواجه ستيفن خيارًا صعبًا من الناحية الأخلاقية، لكنه يتخذ القرار الذي يعتقد أنه صحيح، ليجد نفسه بعد ذلك في متاهة من المرايا تتشابك فيها الخيوط الإنسانية. تتصارع محاولاته لإعادة تجميع ذاته الضائعة مع قضايا الغفران والسكينة والقبول. تقدم لنا إديث وارتون رؤية عميقة ومعقدة لطبيعة العلاقات الإنسانية، معبرة عن جمال التعقيد الذي يميز التجربة البشرية.

ليست الرواية مجرد سرد أدبي، بل هي قطعة فنية تتجسد فيها الإنسانية بكل ما تحمله من جمال وتعقيدات. تنقل القارئ إلى أعماق الروح البشرية، موضحة كيف يمكن أن تؤثر خياراتنا على مصائرنا وعلاقاتنا. "المحك" تحمل إرثًا أدبيًا يتنفس جمالًا وحقيقة حد الألم

تعتبر الرواية واحدة من أهم الأعمال الأدبية في الأدب الأمريكي، وتقدم لمحات عن المجتمع النيويوركي في القرن التاسع عشر.

قالوا عن المحك لـ إديث وارتون:

كم من الأسماء التي لا يزال بالإمكان أن تعرفها وتقرأ لها وتملؤك بالدهشة؟ عالم القراءة بوابة سحرية، يدهشك حين تظن أنك تستدل عليه فإذ به يدلك إلى نفسك. الكاتبة هي إيدث وورتن (1862 – 1937 م) والكتاب هو "المحك" والناشر هو "سدرة" الإماراتية.. لو قلت إن أكثر ما شدني إليه هو عمق التشبيهات، لكن ذلك القول ناقص. الرواية كأنها حكاية بسيطة مثل شجرة، لكنها تحولت في عقل الكاتبة إلى غابة. أنها كاتبة تأخذك إلى النهر وتعيدك متعطش للمزيد ! القصة قد تكتب في سطرين، لكن أزميل الكاتبة يحفر في أخاديد النفس البشرية التي تبدأ مع أوهامها من السطح، ثم تهبط بك حتى تلامس القاع، أنها البراعة التي تضيء ظلال النفس، وتصور الدناءة التي تتلبسها ثم قدرتها على السمو تاليا، النفس القادرة على حيازة الاثنين معا، الإنسان الذي يسقط ثم يرتفع، هذه الرحلة التي تجعلنا نكون ما لم نكن عليه ربما تجعلنا نعود إلى ما كنا عليه. - بدرية البشر / روائية سعودية

سيرة المؤلف:

إديث وارتون (1862-1937) هي روائية أمريكية شهيرة، وتُعتبر من أبرز الكاتبات في أدب القرن العشرين. عُرفت بحبها لنقد التقاليد الاجتماعية، حيث تجسد أعمالها صراعات الإنسان في ظل القيم الأخلاقية والمعايير الاجتماعية السائدة.