الحاوي في الحكاوي مما قرأه وسمعه الراوي
يكون في المجلس طفلة في العاشرة، وعجوز في الثمانين، ويقص رب البيت قصة رجل وجد في الطريق ولداً تائهاً يبكي.
الطفلة تنصت، وجدتها تنصت. سمعتا البداية ويُريدان معرفة النهاية: هل وجد الولد أهله، أم تبنَّاه الرجل.. أم ماذا؟
وتقص ربة البيت قصة عن شجرة عظيمة يسكن في أعلاها غول، وقد صعد "الشاطر حسن" إلى أعلى الشجرة، إلى بيت الغول.
الكبير والصغير في المجلس ينصتون. وهم يعرفون أن هذه القصة كذبة كبيرة. لكنهم ينصتون.
القصة عماد الأدب النثري.
في هذا الكتاب شيء من خرافات العرب، ومن أنصاف الخرافات. وفيه طرائف اللغويين والنحاة، وفيه كثير مما كان يجري في مجالس الأمراء: بعضه قريب من الحقيقة، وبعضه بعيد عنها.
وفي الكتاب خرافات ألمانية وإنجليزية، وفيه حكايات مما وقع للمؤلف، وفيه جملة من قصص الأمثال. هذا إلى عدد من قصص الأنبياء كما روتها كتب التراث.
فإن خطر ببال القارئ – ونرجو أن يخطر – أن الحكاية مادة الأدب، فقد يعرف لهذا الكتاب قدره."
لا يوجد مراجعات