موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية العقل والنقل
في كتاب موقف شيخ الإسلام ابن تيمية من قضية العقل والنقل يقدم الدكتور شريف الطوبجي دراسة شاملة للكتاب الفذ درء تعارض العقل والنقل، الذي استفاض فيه ابن تيمية في الرد على الفلاسفة والمتكلمين في دعواهم لضرورة تقديم العقل على النقل عند ظن التعارض بينهما. ولم يكتف ابن تيمية في ذلك بمجرد تفنيد ما ذهب إليه القائلون بالتعارض، بل تصدى أيضا لتفكيك مفهوم العقل نفسه الذي دخل على الحضارة الإسلامية من فلاسفة اليونان. وفي أثناء نقده للنظم الفكرية القائمة في زمنه يفصل ابن تيمية نظاما بديلا مبنيا على نظرة جديدة في أهم المبادئ المرتبطة بحقيقة العلم والوجود واللغة وفهم النصوص – تلك المبادئ والمسلمات التي كانت تحدد إطار مفاهيم الناس حول مسألة العقل والنقل وعلاقة كل منهما بالآخر. وقد سعى ابن تيمية إلى برهنة أن العقل الصريح والنقل الصحيح لا يتعارضان بحال، بل ينبعان من نبع واحد يؤازر بعضهما بعضا ويعاضده.
وتقوم الدراسة الحالية على قراءة دقيقة متأنية لكتاب درء التعارض بمجلداته العشرة، يقدم فيها الطوبجي بحثا معمقا مفصلا للأصول الفلسفية والمنهجية – الخفية في معظم الأحيان – التي اعتمدها ابن تيمية في تعرضه لقضية الموافقة بين العقل والنقل والتي لها تبعاتها في مجالات عديدة، من تأويل القرآن الكريم إلى علم الوجود ونظرية المعرفة وفلسفة اللغة والتأويل. وإن هذه الدراسة هي أول دراسة تحليلية مطولة لكتاب درء التعارض، ذلك المصنف الجليل الذي عسى أن يكون أهم المؤلفات على الإطلاق لواحد من أبرز شخصيات الإسلام وأعظمها تأثيرا في زماننا المعاصر.
لا يوجد مراجعات