إما أو شذرة حياة: جزئين
كتاب سورن كيركگورد "إما – أو" هو واحد من روائع الأدب العالمي، الذي عالج قضايا فلسفية متنوعة ومعقدة، بأسلوب أدبي و بشكل سردي رفيع. وقد وضع كيركگورد في هذا الكتاب أسس الفلسفة الوجودية بشقيها الديني واللاديني. كما أنه ربط بين الفكر والتجربة الحياتية للإنسان، عبر طرحه لما يسمى بالمراحل الوجودية الثلاث؛ الجمالية، الأخلاقية، والدينية. يتناول الجزء الأول، الذي اطلق عليه أسم "أ"، الجمالي؛ وهو شخصية كئيبة شاعرية شابة، يعيش يومه بشكل سطحي، ويكن احتراماً كبيراً لموزارت، يكتب شعراً ويلقي أطاريح "لزميل الموتى"، و يترك انطباعاً بأنه إنسان تعيس مسكين، الذي رغم شبابه الغض يصيبه اليأس احياناً، و يشعر في الأساس إنه قد انتهى من الحياة. كما يشمل هذا الجزء، إلى جانب "أ"، فصل “يوميات الغاوي”، التي يُختتم بها الجزء الأول من الكتاب.لا يمكن فهم عالم وحياة كيركگورد والإلمام بفكره دون فهم علاقته العاطفية بريجينا أولسن (1822-1904)،خِطبته منها، من ثم فسخ الخِطبة بعد عام واحد. ناهيك عن ما تركته هذه العلاقة من تأثير كبير فيه، إلى درجة أنها تحولت إلى واحدة من قصص الحب العالمية الشهيرة الخالدة. وقد بدأ في تسجيل ذلك في كتابه الأهم "إما- أو". وفيه تنكشف تفاصيل خبرات كيركگورد الشخصية المؤلمة بعلاقته بريجينا، وما تلاها من شغف وعاطفة وتوق معذب. وتمثل ثيمات العشق، الشوق، الغيرة، الحب، الكراهية، الحب الزيجي، والغواية في حياة الجمالي، ثم كاريكتير الحب في حياة البرجوازي الصغير، و سلوك ما يسميه ضيِّق الأفق، بعض تفاصيل هذا العمل الفلسفي– الادبي.
لا يوجد مراجعات