رحلة إلى الماضي
لم تـعدْ هي المرأة نفسها، ولم يعد هو الرجل نفسه، وبرغم ذلك كانا يبحثان عن بعضهما البعض في سعيّ عبثي لا طائل من ورائه، وبينما يـهربان من اللقاء، كانا يتجشّمان عناء العثور على بعضهما من جديد في محاولة خيالية خائبة، مثلهما مثل الظلّين الأسودين عند أطراف أقدامهما.
إلا أنّ الحبّ لا يصير حـبًا حقيقيًا ناضجًا إلا عندما يتوقّف عن النمو كجنين في ظُـلمة الرحم، لا يصير الحـبّ حـبًا إلا عندما يخرج إلى العالم مُـعلِنًا بشجاعة عن وجوده بالأنفاس الحارّة والقبلات السخيّة، لا يصير الحب حبًا إلا عندما يَنتزعُ الاعتراف به.
عُـثـر على هذه النوفيلا بين أوراق شتيفان تسفايغ بعد وفاته، ولم تـر النور إلا بعد قرابة ثلاثة عقود من رحيله. كتبها على مراحل، إلا أنّ النسخة المكتملة اكتُشفتْ في شقّة أقام بها في لندن قبيل فراره إلى أميركا اللاتينية. نُشرت للمرة الأولى ألمانيا، ولاقَتْ استحسانًا واسعًا بعد ترجمتها إلى عدة لغات.
لا يوجد مراجعات