سرّ حارق
تطرح رواية " سرّ حارق " للأديب النمسوي ستيفان زفايغ موضوع الميل والإنحراف والشهوة ، كشيء معلوم بالفطرة في أحوال تصرف الكائن البشري ، أي أن القارىء منذ الوهلة الأولى يجد نفسه أمام انحراف في ضوابط السلوك لبارون أعزب ينتمي إلى فئة نبيلة نمساوية منحدرة من سلالة بيروقراطية . كان قد نزل في فندق في موسم ربيعي لقضاء عطلته الأسبوعية ، وكان أيضاً من فئة " صياد ونساء " ، ومتأهب على الدوام للخوض في مغامرة جديدة ، فوجد ضالته في امرأة كانت نزيلة الفندق ، سيدة مرموقة ، هي واحدة من النساء الشديدة الإعتناء بنفسها . فهي أنيقة وماهرة في إخفاء مزاجها خلف كآبة ملحوظة . تقاطعت نظراتهما في مطعم الفندق ، فقال في سره : ستنطلق الجولة ... ولكن المرأة كانت مصحوبة بإبنها ذي الثانية عشرة من العمر . ولكي يصل البارون إلى فريسته بسرعة ، بدأ بإقامة علاقة إنتهازية مع الطفل ، إلا أنه وبعد اجتياز مرحلة التقرّب من الأم ، سعى إلى إبعاد إبنها الذي سرعان ما غدا عائقاً أمامه ، ما سيجعل الطفل ، وقد أحس أن صديقه الجديد قد خدعه ، أن يلجأ إلى كل الوسائل لعرقلة محاولات التقارب بينه وبين أمه . ولتعرف الأم في النهاية أن ابنها أنقذها من مغامرة عقيمة ...
من أجواء الرواية نقرأ :
" ... " ... كان حضوره غير المرغوب فيه يحط بثقله على الرجل والمرأة مثل كابوس . كانا يمشيان وهما يضغطان قبضتيهما كأنهما أسيران أمام حارسهما . لم يكن الطفل ، في الواقع ، يتحدث بشيء ، ولم يكن يقوم بشيء ، غير أن وجوده كان يغدو بالنسبة إليهما غير محتمل لحظة بعد لحظة ، بنظراته النمّامة وبعينيه المبللتين بدموع محبوسة ، وكان مزاجه العكر يصد كل محاولة للتقارب ( ... ) " .
لا يوجد مراجعات