سيغموند فرويد: العلاج بالروح
سيغموند فرويد بدون شك هو واحد من أكثر الشخصيات المؤثرة في القرن العشرين، فهو ليس فقط مفكر جريء لا زال العالم يدرس ويبحث آرائه حتى الآن وإنما هو أيضًا شخصية مركبة شديدة الإثارة. في كتاب العلاج بالروح يرسم النمساوي ستيفان زفايغ بورتريهًا في غاية الدقة لم يغفل فيه أيًا من أبعاد شخصية فرويد النفسية، فضلًا عن ربط ذلك بنظريات المفكر المدهش المتعلقة بالتحليل النفسي ومناهجه.
سيغموند فرويد العلاج بالروح هو أحد كتب ستيفان زفايغ التي تتناول حياة المفكرين والكتاب والأدباء، وهي سير ذاتية مختلفة في تناولها وتحليلها لأبعاد الشخصيات، وقد صدر الكتاب عن دار مسكيلياني للنشر ضمن مجموعة اصدارات مميزة تضم عدد من روايات وكتابات زفايغ المترجمة.
نبذة عن كتاب سيغموند فرويد العلاج بالروح لـ ستيفان زفايغ
ليس هذا الكتابُ ترجمةً كلاسيكيّةً لفرويد ولا تقديمًا تقليديًّا للتّحليل النّفسيّ .إنّه أكبر من ذلك بكثير. ففي هذا الكتاب لا يروي لنا زفايغ قصّة نشأة التّحليل النّفسيّ فحسب، بل يكشف عن البنية النّفسيّة والاجتماعيّة لمرحلةٍ محوريّة في تاريخ الفكر البشريّ الحديث ويبدو زفايغ دقيقًا في أوصافه مُلمًّا بكلّ تفاصيل التّحوّل التّاريخيّ من العلاج بالدّواء إلى العلاج بالرّوح.
وأبلغ ما في الكتاب ثقافة الكاتب الموسوعيّة الّتي تجعله يجول بك بين الفلاسفة كأفلاطون وأرسطو وروسّو، والأطبّاء كشاركو وبروير، والفنّانين كليوناردو دا فينشي وماكارت، والشّخصيّات التّاريخيّة كسبارتاكوس وأرخميدس، والرّوائيّين كبلزاك، والمسرحيّين كشكسبير، والشّخصيّات الأسطوريّة كباندور، والشّخصيّات السّياسيّة كبوغاتشيف. عجيب اجتماع كلّ هؤلاء في كتاب.
وفعلًا، فقد نجح زفايغ في تأليف كتاب في إبستمولوجيا التّحليل النّفسيّ الفرويديّ بقلم أديبٍ ومجازات شاعرٍ ومشرطِ جرّاحٍ وثقافةِ مؤرّخٍ ومجهرِ طبيبٍ وعقلِ مُفكّر.
اقتباسات من كتاب سيجموند فرويد العلاج بالروح
المهم لدى المبدع، ليس من أين يقدم ولكن إلى أين يصل.
ما غاية الشعر وقصده إن لم يكونا تحرير الإنسان بالرمز من توتراته الجوانية. وإن لم يكونا إجلاء ما يغمر نفس الإنسان من تدفق زائد عن الحد إلى موضوع آمن؟
إن الفعل المخطأ لا يعني لدى فرويد النسيان أو غياب الفكر، بل هو على العكس من ذلك انتصارٌ ساحقٌ لفكرة مكبوتة. فعبر هذه الزلات يفصح عن نفسه "شيء ما" كانت إرادتنا الواعية تريد إخضاعه للصمت، وهذا "الشيء الما" يتكلم لغة اللاوعي المجهولة.
إن عصر التقنية ينمط الإنسان ويفقده شخصيته أكثر فأكثر جاعلا منه شخصا بلا لون، فالناس اذ يتحصلون على نفس المرتب كل حسب درجته في العمل، واذ يقيمون في نفس المنازل ويرتدون نفس الثياب، واذ يشتغلون نفس عدد الساعات وبنفس الآلات ويبحثون اثر ذلك عن ملجإ في نفس ضروب الترفيه أمام جهاز المذياع نفسه ونفس الأسطوانة الفونوغرافية، واذ يمارسون نفس أنواع الرياضة، غدوا للناظر الخارجي متشابهين أكثر فأكثر تشابها مرعبا.
لا يوجد مراجعات