الليلة المذهلة وقصص أخرى
جاء في قول مأثور: "إنما كان القصص حين كانت الفتنة" فلا مسوغ لرواية بغير جدل يولدها، وغواية تعقبها، وما كان القص ليمثل سبيلاً إلى الفتنة، لولا صدوره، عن وعي فردي بالمشاعر والنوازع المعقدة، والتي يملك أداة التعبير عنها "ستيفان زفايغ" الكاتب الذي برع في تصوير أعقد اللحظات التي يكون فيها الإنسان واقعاً في أسر حالات غير مفهومة، ومنها يكتشف، في لحظة، نفسه، ويحاول أن يُغير مساره.
ذاك هو السّر الذي تسعى إلى كشفه "الليلة المُذهلة" و"حكاية شفقية" و"التّوأم (حكاية طريفة)" هذه القصص الثلاث التي يتألف منها الكتاب، التيه الليلي لرجل يكتشف أثناء إحتكاكه بأشخاص مشبوهين وبمومسات جزءاً من كيانه فتجتاحه أحاسيس عارمة، وحكاية شفقية، عن لغز امرأة شابة تُسلِّم نفسها لمراهق، مُتسترة على هويتها، في ظلمة قصرها، مع مراهق فاجأه الحبّ، حبّه هو وحبّ شخص آخر، سيخرج من حلمه بتجربة لا سعيدة ولا حزينة، مع امرأة مجهولة!!...
وحكاية "التّوأم" عن صراع أختين توأم بالغتي الجمال، إحداهما متديّنة والأخرى فاسقة، تتنازعان المرتبة الأولى منذ طفولتهما، وفي مراهقتهما على شاب مشهور بخطورته، تلجأ الأولى إلى الحيلة والغواية والأخرى إلى الأخلاق والفضيلة.
في قصص ستيفان زفايغ الثلاثة هذه، فتن متبدلة بتبدل مواقع الذات في علاقتها بالآخر، لذلك يحضر فيها التحليل النفسي للشخوص، وتعليل سلوكاتها، فكان زفايغ يشخّص عقدها النفسية محاولاً الكشف عن أسباب تشكّلها بسردٍ آسر وبعبارات منتقاة، من طبيعة النفس البشرية...
لا يوجد مراجعات