فلسفة الثقة: اسهامات مميزة مطورة وتأسيسية
لا شك أنّ الثقة أمر أساسي في حياتنا الاجتماعية. فمن خلال الوثوق نعرف ما يخبرنا به الآخرون. فنتصرف على هذا الأساس وعلى أساس الثقة بوعودهم وتعهداتهم الضمنية. وبذلك، تدعم الثقة التعاون المعرفي والعملي على حد سواء وتمثِّل مفتاح المناقشات الفلسفية حول شروط إمكانية حدوثه. فعلى الجانب العملي، تتناول مناقشات التعاون ما يجعل المجتمع ممكنًا – كيف أنّ الحياة ليست حربًا بالمعنى الهوبزي، أي، الجميع ضد الجميع. وعلى الجانب المعرفي، تتناول مناقشات التعاون ما يجعل تجميع المعرفة ممكنًا – وبالتالي الصَرح الذي هو العلم. لا يقتصر ثراء هذا الكتاب على بَيان علاقة الثقة بالتعاون والمعرفة والفلسفة الاجتماعية بل يتوسع فيشمل طبيعة الثقة وأشكالها، والمسائل المنهجية في دراسة الثقة، والتوقعات المعيارية المقترنة بالثقة، والعلاقات بين الثقة والجدارة بالثقة، وبين الثقة والاعتقاد، وبين الثقة والاعتماد، وسيكولوجيا الثقة، وتطور الثقة، ومختلف الأفعال الكلامية التي يبدو أنها “تستدعي” الثقة (لاسيما الوعد، الشهادة، التأكيد)، والثقة بالمجموعات وفيما بينها. بإيجاز، يجذب هذا الكتاب الفلاسفة السياسيين والاجتماعيين بقدر ما يجذب الإبستمولوجيين وفلاسفة الأخلاق
يضم خمسة عشر مقالة جديدة حول فلسفة الثقة. تُطوِّر هذه المقالات السجال الفلسفي الراهن حول الثقة وتُوسِّعُه وستوفِّر أصلاً مرجعياً لأي عمل المستقبلي حول الثقة. وقد أضفتُ في آخر الكتاب ملحقاً بترجمتي عن الثقة والإيمان عند النبي إبراهيم عليه السلام يناقش من منظور فلسفي ثقة إبراهيم بربّه أثناء امتحانه بذبح ابنه عليه السلام. وقد ألفيتُ هذه المساهمة من أفضل المساهمات في موضوعة الثقة الدينية وتغطي جانباً لم يعرِّج عليه محررا هذا الكتاب.
“لا بد من تهنئة بول فوكنر وتوماس سمبسون على هذا المجلّد الممتاز حول موضوع الثقة الذي جاء في الوقت المناسب (الذي تتزايد فيه النقاشات حوله). يغطي الكتاب مجموعةً متكاملةً، من الجوانب الاجتماعية والسياسية للثقة، وأخلاقيات الثقة، إلى ابستمولوجيا الثقة. إنه يجمع بعضاً من الشخصيات البارزة في هذا الموضوع، إلى جانب ممن هم غير معروفين. أوصي به بشدة لأي شخص لديه اهتمام، ولو كان عابراً، بطبيعة الثقة”. من مراجعات سانفورد سي. غولدبرغ، نوتردام الفلسفية.
لا يوجد مراجعات