من بلفور الى ترامب
في كلمته لتقديم كتابه الجديد «من بلفور إلى ترامب» بوسعنا القول أن قضية فلسطين والمقاومة ولبنان وسورية والعراق واليمن وليبيا والتحديات التي يواجهها العرب ومآزق يريد الخروج منها الغرب وأميركا وإسرائيل هي مدار هذا الكتاب. والذي يطرح خلاله الوزير والنائب غازي العريضي قراءته للواقع العربي والدولي عبر مقالات جاءت اليوم على وقع أحداث جسيمة ومصيرية، عاصفة ومزلزلة، لم يسلم منها أحد، غيرت قواعد اللعبة وعلاقات القوة والتحالفات السياسية والاستراتيجيات الدولية حتى أصبح العالم بأسره على مفترق طرق.
الكثير من كواليس السياسة الدولية تجاه دول المنطقة وبالأخص لبنان تحضر في هذا الكتاب الذي يصدره مؤلفه بالتزامن مع مئوية الثورة البولشيفية، ومئوية وعد بلفور، وبعد مئوية سايكس بيكو العام الماضي، تصادف هذه الأيام الذكرى المئوية لولادة رجل كبير من هذا الشرق هو المعلم كمال جنبلاط الذي كتب كثيراً في شؤون الأمة وقضايا إنسانها وحقوقه: التنمية والتطوير والانفتاح والعصرنة والحرية والديمقراطية والبيئة والأخلاق والمرأة وحقوقها وعن إسرائيل والعرب وأميركا. عبّر يوماً عن قلقه على الدولة فقال: "نحن نعيش في شريعة غاب، الأخطر أن نصبح في غاب بلا شريعة ساعتئذ يصبح الخطر على الكيان". هذا القول – يراه الوزير العريضي – ينطبق اليوم على لبنان وعلى كل المنطقة. والآخرون لن يخوضوا حروباً نيابة عنا. ونحن يجب ألا ننتظر حروب الآخرين بالواسطة في كل دولنا. أو وعود الآخرين. فلنذهب نحن إلى حوار مع إيران وغيرها من الدول المعنية قبل أن نخسر كل شيء كما تريد أميركا وإسرائيل!! يقول العريضي.
وأخيراً تحية حبٍّ وتقدير يُهديها المؤلف: "إلى كمال جنبلاط الذي نحتاج إلى فكره وبصيرته وقراءته ونزاهته وأخلاقه وأمانته ومسؤوليته وشجاعته، بعد مئة عام من وعد بلفور إلى ترامب، يقيم فيها حكامنا في كهوف الماضي، ويغرقون في متاهاتها فيما يتقدّم العالم الآخر، وخصوصاً أعداؤنا على حسابنا ويتلاعبون بدمائنا وأوطاننا وأدياننا مستندين إلى جهلنا وغرائزنا وشهواتنا في السلطة والحكم وأحقادنا ومكائدنا ضد بعضنا البعض!!".
يضم الكتاب مقالات سياسية للوزير والنائب غازي العريضي كُتبت خلال العام (2017) نذكر من العناوين: "ربيع الشعوبية الأوروبية"، "لنتعلّم من تونس"، "عالم ما بعد الغرب"، "اعتزاز أميركا وابتزاز إسرائيل"، "هكذا يصون ترامب الحرية"، "منال ترامب: إسرائيل"، "ريما خلف والأمم المتحدة"، "العهر الأميركي"، "أميركا: إسرائيل قضيتنا ومعركتنا"، (...) ومقالات أخرى ذات صلة.
لا يوجد مراجعات