عولمة الفوضى
«عولمة الفوضى» عنوان كتاب جديد للوزير غازي العريضي يختصر عبره قراءته للمشهد السياسي المعاصر الذي يعيشه العالم اليوم بما يحمله من أحداث كبيرة متسارعة ومتلاحقة، حروب وثورات واضطرابات، وتراجع اقتصادي وبيئي، وتقدم تقني في مقابل بطالة شاملة، وغيرها من زوايا معتمة وتحديات مضنية، وأزمات بنيوية مستعصية، أنتجت كل هذه الفوضى سواء على المستوى العربي أو العالمي. هذه العناصر كلها أو جلّها أو بعضها، هي شهادة المؤلف على عصرٍ يرى فيه عولمة للفوضى ولا شيء غيره.
في الكتاب (مقالات) سياسية، ولكنها في مضمونها (وقائع) لدراما إنسانية يتجلى فيها الشرط الإنساني والوجودي بكل ما يحمله معه من تهديد للهويات ومن خيبات وآلام وأحلام منكسرة. مناط الأمر هو فعل الكتابة لرجل سياسة مخضرم تتجلى فيه قدرته على الاستبصار والتفكير والتأمل في كل ما يجري؛ منذ نكبة فلسطين وضياع الأوطان واللجوء والخيام؛ مروراً بحرب مفتوحة من الموصل إلى الرقة وحلب وصراع القوى الروسية – الأميركية، والإقليمية إيران وتركيا؛ وكذلك في الحرب المفتوحة في اليمن وردات الفعل العربية والدولية على التحالف الذي تقوده السعودية... وغيرها من تحديات اقتصادية واجتماعية وأمنية وأخلاقية جسيمة تشهدها الساحة الدولية والعربية يسلط المؤلف الضوء عليها، وبشكل خاص ما تمارسه الأصوليات الإسلامية الجهادية من إرهاب، وسياسة الأنظمة العربية الشمولية وما تفعله تحت عنوان "مكافحة الإرهاب" والسير باتجاه كشف النقاب عمن يقف وراء كل هذه الحروب والكوارث والوحشية في عالمٍ بدأ يفقد براءته وتُهدد هويات بنيه.
يقول المؤلف: "الفوضى هي أخطر من الحرب اليوم، الحروب هي مظهر من مظاهر الفوضى. التفلّت هو السائد لا ضوابط لأي موقف أو حركة. ويجب أن نتوقع كل شيء دون مفاجآت. نعيش في عالم يسيطر عليه الفراغ الفكري على مستوى الأنظمة والقادة عموماً وينحدر مستوى القيادة فيه. والفراغ يستوعب كل شيء من ترامب إلى غيره. في مثل هذا العالم لا يمكن توقع إلا الأزمات والحروب والمزيد من الفوضى والضياع إذا لم يتم تداركها في لحظة ما وتكون علاقات أكثر إنسانية أكثر تطميناً للناس في إدارة ومتابعة مصالحهم. المرعب كأننا في عالم لا أفق فيه لحلول قريبة".
يضم الكتاب «مقالات سياسية» للوزير غازي العريضي كتبها خلال العام (2016) نذكر من العناوين: "غش الرئيس ودمار سورية بعد العراق"، "حماية لبنان"، "أريد أن أرجع بشراً"، "أميركا وإسرائيل والعرب وإصبع إيران"، "السمّ الأميركي"، "أميركا تهدد المعارضة السورية وتكافئ إيران"، "درع إسرائيل وبقرتها"، "ثمن "داعش": التقسيم"، (...) وعناوين أخرى ذات صلة.
لا يوجد مراجعات