دفاتر الوراق
تتكئ هذه الرواية على حكايات تُروى من خلال عدد من الدفاتر في إطار زمني يقع بين عامي 1947 و 2019 عن أشخاص يفقد بعضهم بيوتهم، ويعاني البعض الآخر أزمة مجهولي النسب، ويقاسي آخرون عدم انتمائهم إلى عائلات كبيرة. تتقاطع مصائر الشخصيات ببعضها فتبرز قيمة البيت والذي حمل رمز الوطن مقابل أكثر من شكل للخراب.
صدرت رواية الأردني جلال برجس دفاتر الوراق عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر ضمن مجموعة روايات عربية متميزة وفازت بجائزة البوكر العربية "الجائزة العالمية للرواية العربية" في عام 2021.
نبذة عن رواية دفاتر الوراق
الشخصية المحورية ورَّاق مثقف وقارئ نهم للروايات إلى درجة أن تتلبسه شخصية أي رواية تقنعه ويتصرف عبرها، لكن جراء العزلة والوحدة وما عاشه من قسوة في عالم صاخب، تتفاقم حالته النفسية فتكتمل إصابته بفصام الشخصية ليعيش صراعًا بين صوتين في داخله: واحد مُحرض على ارتكاب عدد من الجرائم حيال واقع لم يمنحه حقه في العيش، والثاني يقف بوجهه متكئًا على محمول معرفي عميق.
تكشف الرواية إضافة إلى هذا المنحى وخلال التناوب بين محتوى الدفاتر من سينتصر على الآخر، وكيف تتشابك الحكايات ببعضها لتؤدي إلى مقولة رئيسية في الرواية مفادها: أن الخوف حتمًا سيؤدي إلى الخراب.
ها أنتم الأن تقرأون ورقتي هذه، بينما جسدي قد ابتلعه البحر حيث السكينة الأبديّة، أنا منحازةٌ لأسماك الأعماق عند إنكسار الضوء وإرتطامه بالرمال الطريّة.
لا أحبّ ديدان الأرض حيث الظلمة والرطوبة تهب وجعاً إضافيّاً للموت، لهذا منحت جسدي للماء سرّ الإنصات الأبديّ، والحضن الّذي لا تغلق ذراعاه، لم أكتب وصيّتي، فليس هناك من وصايا للّذين خذلوا في حياتهم سوى أن يتمنّوا أن يبادر أحدٌ ليدوزن الوتر النشاز، وليس لي وصايا لأقولها، فأنا محض ريشة دوريّ علقت في هواء لم يسكن ولو لحظةٌ واحدة.
حينها كان يمكنني أن أحط على شجرة وأشاهد كيف تنضج حبّة كمَثرى على صدر أمّها، أو أحط على كتف رجل ذاهب للقاء امرأةٍ قطع عهداً على قلبه أن يحبّها كما يحبّ الطائر جناحيه بينما يخفق ماراً فوق شارع يكابد عابروه الزحام.
أنا محض امرأةٍ خُذلَت في حياتها وجاءت إلى تفكر بالإعتزال كما يعتزل عازف شهير في أوج نبوغه لخلل يستشعره قادماً لا محالة، لا وصايا لي سوى هذه الكلمات فأحرقوا هذه الورقة وانثروها هنا لعلّها تصير شاهدةً جوّالةً تشير إِليّ.
اقتباسات من كتاب دفاتر الوراق
لن تجد الحقيقة في الصحف، الحقيقة في الشارع.
لأن علينا الصمت إذا ما اختلط الوهم بالحقيقة.
Mohamed Khaled
14-ديسمبر-2021 01:17
.... اقرأ المزيد"غبي، لا ترى إلا ما تُريد أن تراه. هل تعتقد أن العالم يسير وفق ما رأيته على أرض الواقع، وعلى شاشة التلفاز، وفي كتبك اللعينة؟ الحياة أعقد مما تتخيل، هناك دماء تُسفك، واحتيالات كثيرة تحدث، وتصفيات بأشكال عديدة لا يعلم عنها إلا عدد قليل، أنت ومن هم على شاكلتك ترون الساسة يبتسمون وراء الميكروفونات يتشدقون بأكبر كذبة عن الوطن والامن الاجتماعي، وتصدقونهم."
رواية "دفاتر الورّاق" للكاتب الأردني "جلال برجس" هي واحدة من الروايات المُهمة التي يجب أن تُقرأ، وأهميتها لا تكمن أنها وصلت إلى القائمة
إعجاب (0)
تعليق