السر الحارق
تحوّلت رواية السر الحارق إلى فيلم سينمائي ثلاث مرّات، كانت الأولى عام 1933، وحينها منعت الحكومة النازية عرض الفيلم في الصالات الألمانية. ثمّ في عام 1977 ثمّ في عام 1988. رغم ان السر الحارق تعتبر نوفيلا أو رواية قصيرة يمكن الانتهاء منها في جلسة قراءة واحدة، إلا أنها تحمل بين طياتها مشاعر إنسانية شديدة الرقة والعمق قادرة على البقاء مع القارئ بعد الانتهاء منها.
صدر كتاب السر الحارق للكاتب النمساوي الفذ ستيفان زفايغ عن دار مسكيلياني للنشر ضمن مجموعة روايات مترجمة متميزة تتضمن معظم أعمال زفايغ.
نبذة عن السر الحارق
حين يقطع الحطّاب شجرة ليتدفأ بها، لا يفكر في العصفور الذي يحرمه دفء عشّه بين أغصانها، ولكنه يشفق عليه إذ يراه مقروراً يناجي وهجاً كاذباً خلف نافذته. كذلك هو الإنسان في تعامله مع أخيه الإنسان، لحظة تستبدّ به شهوة التملّلك، وتتضخم فيه نرجسية الذات.
حطّاب لا تصمد أمامه أصلب الأشجار، ولا هو يهتم بما يسقط من فراخ. لم يتوقف ستيفن زفايغ طوال مسيرته الإبداعية عن الحفر في باطن الذات الإنسانية وكاشفته أدق خفاياها وأعنف انفعالاتها كالحب والشغف والقلق والخوف والكراهية والحقد.
وبلا مواربة أو إيهام يضعنا أمام الحقيقة، وهو يصوغها في رواية السر الحارق على لسان طفل في الثانية عشر من عمره لما يبلغ الحلم. وعندما يتوقف النضج عن أن يكون معياراً للحكم على الأشخاص، تتكشف لنا الحياة من زوايا نعجز عن بلوغها أو حتى عن إدراكها إدراكاً مجرداً.
اقتباسات كتاب السر الحارق
لم يفهم الطفل حينها شيئًا من ذلك لكنه شعر كم من المبهج أن تكون محبوبًا جدًا ، لهذا أعتقد أن هذا الحب الذي كان غارقًا فيه أصلاً، هو السر الأعظم في العالم.
كان لا يفهم أي شيء في الحياة، لكنه صار يعرف أن الكلمات التي اعتقد أنها تمثل الحقيقة ليست سوى فقاعات براقة، تنتفخ بالهواء ثم تنفجر، تاركة لا شيء خلفها.
كان يظن أنه يعرف كل شيء، و الآن يشعر أنه عبَرَ أمام آلاف الأسرار والمشكلات دون أن يفكر فيها للحظة، ويشعر بالعار لأن كمية المعرفة الفقيرة التي يمتلكها تعثّرت عند أول عقبة تواجهه في الحياة.
عن ستيفان زفايغ
هو أديب وكاتب نمساوي من أصل يهودي. ومن أبرز كتّاب أوروبا في بدايات القرن العشرين وقد اشتهر بدراساته المسهبة التي تتناول حياة المشاهير من الأدباء، وبرواياته القصيرة مثل الخوف، التباس الأحاسيس، لاعب الشطرنج.
لجأ زفايغ للبرازيل بعد سيطرة الحزب النازي على النمسا، ثم قرر ستيفان أنه لا يرغب في العيش في هذا العالم أطول من ذلك بينما يشهد انهيار السلم العالمي وويلات الحرب العالمية الثانية، فانتحر هو وزوجته الثانية بتناول الحبوب المنومة بعد كتابة رسالة يشرح فيها أسبابه.