فضاءات الفكر في الغرب الاسلامي
قد يكون من نافلة القول، أو من باب تحصيل الحاصل، كما يقول المناطقة، قولنا: إن مبحث الكلام في الغرب الإسلامي مازال تراثاً بكراً لم يتم بعد اكتشافه والتعرف عليه، ولم تطأه الكثير من الأقلام. فهو مبحث عذب المذاق، لكنه صعب المورد، لأن الخوض فيه ليس سهلاً ويسيراً، بل مثقلاً وعسيراً.
ومرد هذه العواصة ـ التي هي من البداهة إلى حد أن التصريح بها أصبح من قبيل الإطناب ـ إلى التبديد الذي أصاب التراث الكلامي في هذه المنطقة. وهو التبديد الذي يقف عقبة كؤوداً في طريق الحكم على الوضع الكلامي ـ الذي يفتقر إلى دراسات ـ عن كثب في هذا الجناح الغربي من العالم الإسلامي. فالعدد الجم من هذا الجنس من القول الذي هو الكلام قد ضاع كله واندرس، إما قصداً عبر التاريخ لمحوه، أو مدفوناً في ثنايا خزائن العالم. ومسألة إخراجه من "الوجود بالقوة" إلى "الوجود بالفعل"، بالمعنى الأرسطي، مغامرة دونها خرط القتاد، كما يقول أهل اللغة !
وتبعاً لذلك، يمكننا الاطمئنان إلى القول بأن الاتجاهات الكلامية في الغرب الإسلامي منطقة مجهولة يندر روادها وتتعذر مسالكها.
(من المقدمة)
محمد أيت حمو،
ـ دكتوراه في الفلسفة الإسلامية بميزة مشرف جداً من كلية الآداب والعلوم الإنسانية، جامعة محمد الخامس ـ الرباط.
ـ أستاذ الفلسفة الإسلامية والفكر العربي المعاصر بشعبة الفلسفة، كلية الآداب والعلوم الإنسانية ، ظهر المهرازـ فاس ، منذ سنة 2003 ـ 2004.
ـ عضو مركز الدراسات الرشدية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، ظهر المهراز ـ فاس.
ـ ظهرت له العديد من الأبحاث العلمية في الكتب الجماعية والمجلات الفلسفية المتخصصة بالمغرب وخارجه.
من مؤلفاته:
* ابن خلدون بين نقد الفلسفة والانفتاح على التصوف، دار الطليعة للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، 2010.
*الدين والسياسة في فلسفة الفارابي: من التأسيس البرهاني للسياسة إلى التأسيس الحجاجي لها، دار التنوير للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، 2011.
لا يوجد مراجعات