الهوية
في رواية الهوية ميلان كونديرا يبحث سؤال الهوية المحير المعقد، بأسلوبه المميز ومن خلال تعمقه في دواخل بطلته شانطال وعلاقتها بنفسها كـ امرأة.
صدرت روايات ميلان كونديرا وكتب ميلان كونديرا عن المركز الثقافي العربي ضمن مجموعة روايات مترجمة وكتب نقد أدبي متميزة ومتنوعة.
نبذة عن رواية الهوية
ظلت جملة شانطال "لم يعد الرجال يلتفتون إلي" ترن في رأسه فتخيل قصة جسدها: كان الجسد ضائعاً بين ملايين الأجساد الأخرى حتى اليوم الذين حطت عليه نظرة مليئة بالرغبة، فحسبته من عتمة التعدد. بعد ذلك, تضاعفت النظرات وألهبت هذا الجسد الذي أخذ يجتاز العالم منذ ذلك الحين مثل الشعلة.
كان ذلك زماناً مجيداً وضاءً؛ لكن بعد ذلك بدأت النظرات تدر، والنور يخبو بالتدريج، إلى اليوم الذي أخذ فيه هذا الجسد يتجول في شوارع مثل عدَم متجوَل، نصف شفاف في البداية، ثم شفاف، ليصير غير مرئي لاحقاً.
في هذه الرحلة تمثل جملة: "لم يعد الرجال يلتفتون إلي"، تلك الإشارة الحمراء التي تنبه إلى بدء انطفاء الجسد التدريجي. ومهما صرّح لها بأنه يحبها ويجدها جميلة، فأن نظرته العاشقة ما كانت لتواسيها، لأن نظرة الحب هي نظرة العزلة. كلا؛ ما تفتقده ليس نظرة الحب، بل طوفان نظرات مجهولة وبذيئة وشهوانية، تحطَ عليها بلا خيار ولا حنان ولا تهذيب. هذه النظرات هي التي تشدها إلى مجتمع البشر. أما نظرة الحب فتنتزعها منه".
اقتباسات من الهوية
لم اخش الموت يومًا، أما الآن فالأمر مختلف.
إذا كان الناس قاطبة يشتهون الحياة الجنسية، فانهم يكرهونها ايضًا باعتبارها سبب شقائهم وحرمانهم واحباطتهم وعقدهم وعذاب.
لن أُحوِّل بصري عنك، سأنظر إليك دون انقطاع. أخاف حين يرمش جفني، أخاف من أن يندسّ، خلال هذه الثانية التي أكفّ فيها عن النّظر، ثعبانٌ أو جرذٌ أو رجلٌ مكانك.
لا يوجد مراجعات