هل قلت تريد ثورة؟
لماذا انتهى المطاف بالكثير من الثورات الأيقونية في عصرنا الحديث إلى مآسٍ دموية؟ وما الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه الإخفاقات اليوم، في عالمٍ يتصاعد فيه التطرف السياسي، ويبدو فيه الإصلاح الرشيد القائم على الاعتدال والوفاق مستحيل التحقق في كثيرٍ من الأحيان؟ يتناول دانيال شيرو في كتابه هل قلت تريد ثورة؟ المثالية الراديكالية وعواقبها الوخيمة مجموعةً واسعةً من الثورات اليمينية واليسارية حول العالم؛ من أواخر القرن الثامن عشر إلى يومنا هذا، محاولاً تقديم إجاباتٍ جادة عن الأسئلة المهمة السالفة الذكر.
فمن الثورة الفرنسية في القرن الثامن عشر، إلى الثورات المكسيكية والروسية والألمانية والصينية، والثورات المناهضة للاستعمار، وصولاً إلى الثورة الإيرانية في القرن العشرين، وجد شيرو أنّ الأيديولوجيات الراديكالية التي وعدت بإصلاحاتٍ جذرية، طغت على الحلول المعتدلة للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الجسيمة. لكن لم تؤدِ كل الثورات إلى هذه النتيجة، ومنها الثورة الأمريكية، رغم أنّ فشلها في حلّ مشكلة العبودية أدى في نهاية المطاف إلى الحرب الأهلية. وفي أوروبا الشرقية، باستثناء يوغسلافيا، كان انهيار الشيوعية سلمياً نسبياً.
من خلال تناول حالات مختلفة، من اليابان وكوريا الشمالية وفييتنام وكمبوديا والجزائر وأنغولا وهايتي ورومانيا، يشرح الكتاب كيف تمكَّنت الراديكالية العنيفة والفساد وخيانة المُثُل العليا من الانتصار في العديد من الحالات الهامة، بينما لم يحدث ذلك في حالاتٍ أخرى. كما يدرسُ الكتاب ماهيّة الآفاق الطويلة المدى للتغيّر الاجتماعي الشامل، في حال لم يتمكّن الليبراليون من تحقيق الإصلاحات المطلوبة. بذلك، يعرضُ الكتاب العواقب غير المرجوة من التغيير الثوري، ويقدم دروساً بالغة الأهمية للديمقراطيات الليبرالية التي تصارع اليوم أشكالاً جديدة من التطرّف.
























الرئيسية
فلتر
لا يوجد مراجعات