متاهة العزلة

الحياة أن تبكي. هذه العزلة مثل المحرقة تريدك أن تطعمها لكي يستمر اشتعالها. كلنا عابرو سبيل في هذه الدنيا، وكلّ عابر سبيل في هذا العالم حاجّ. بعضهم إلى الجنة وبعضهم إلى الجحيم. الحياة مجرّد عملية تجريبية لما بعد الموت. والعزلة محاولة الحياة بحبّ حتى لو كان مفقودا أو متخيّلا. في هذه الثكنة الشاعرية، المنفى الاختياري، العزلة الشفيفة، أمتلك شعور ورقة ترى صاحبتها ما تزال فوق الغصن وهي تسقط وحيدة! ورقة عليها آثار مروّعة من سعادة سابقة! حين أفتح عيني صباحا أنظر إلى العالم في هذا اليوم كمجزرة تحدث. ربما كان العالم في الرمق الأخير. للهجران رائحة لا يشمها إلا المنسيون. الحياة عربة جنائز ونحن مرافقون. وأقول في نفسي: وحش العزلة تدب الحياة في مخالبه. هل يمكن تغيير الحياة؟ نعم على يد رجل خطر! والمدينة ألم ضروري لاستكمال الحياة. أنا مجرّد تائه. عابر سبيل. لا سعادة لعابر سبيل. السعادة لعابر السبيل خطوات وحيدة في هواء المستحيل. أشعر بزحمة الفراغ من حولي. بيت الرجل هو مركز الكون، لكن من هذا البيت تقع جهات العالم. الحب تحذير. المدينة تحذير آخر. كل إنسان تتعرّف عليه هو تحذير من خطر قادم عليك. لذا: لا تؤجّل الحبّ إلى الغد!